أعراض البطولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ربما يراودك سؤال يقول: هل للبطولة أعراض؟ وهل تصيب فريقاً بعينه للدلالة على أنه البطل المنتظر أكثر من غيره؟ وللإجابة أقول لك نعم، والدليل ما حدث في مباراة القمة بين شباب الأهلي والوصل مؤخراً، وحسب مشاهدتي في تلك المباراة تحديداً أقول لك إن أعراض البطولة لا تصيب الوصل فقط بل أيضاً تهاجمه، وتعالَ معي لننظر ماذا حدث:

أولاً: إن هذا الديربي كان سيفصل بين الفريقين الأول والثاني، ومن منهما سيمسك بالصدارة، قد فاز بها الوصل وهو في أسوأ حالاته، وخسرها شباب الأهلي وهو في أحسن حالاته!

ثانياً: صدق أو لا تصدق أن الوصل كان في حالة إغماء كروي، إذا جاز التعبير، لمدة الـ38 دقيقة الأولى من عمر المباراة، وكان من الممكن أن يسجل فيها شباب الأهلي أكثر من هدف ولا يكتفي بهدف السبق الذي سجله ولم يسجل غيره، رغم أنه كان في حالة تألق عليا، في مقابل حالة هبوط جماعي من كل فريق الوصل!

ثالثاً: أن الوصل سجل هدف التعادل الذي انتهى به الشوط الأول من جملة صحيحة كانت الوحيدة في هذا الشوط واستغل فيها خطأ من أحد المدافعين، وما كانت حالته توحي بقدرته على التسجيل لولا هذا الخطأ!

رابعاً: أن حالة الوصل لم تتحسن تسبياً إلا بعد «دش بارد» على ما يبدو من مدربهم في استراحة ما بين الشوطين، إضافة إلى قراره بنزول اللاعب كايو في توقيت مناسب ليعوض جزءاً من تأثير غياب ليما، وهو كما هو معروف، القلب النابض لفريقه، في مقابل تغييرات لم تكن موفقة من مدرب شباب الأهلي.

خامساً: أن هدف الفوز الذي سجله البديل كايو كان فيه الكثير من التوفيق، فقد استخدم جسمه لكي يستحوذ على التمريرة البينية المرسلة إليه، ونجح لينفرد ويسجل في الوقت الصعب الذي كانت فيه المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة.

لكل هذه الأسباب وغيرها أقول إنها أعراض البطولة التي تكافئ الوصل على أدائه المتميز هذا الموسم الذي أصبح فيه الفريق الوحيد الذي لم يخسر، والفريق الوحيد الذي فاز على كل منافسيه: العين، شباب الأهلي، والشارقة، هذا إضافة إلى أن الفوز الأخير على شباب الأهلي، هو الثالث له على التوالي خلال هذا الموسم، وهو أمر نادر الحدوث!

 

كلمة أخيرة

إذا كان «الجنرال حظ» قد ساند الوصل في مباراته الأخيرة أمام شباب الأهلي، فالحظ غالباً لا يساند إلا من يستحق، وقد قدم الوصل على مدار 12 جولة ما لم يقدمه غيره، وأصبح في كل الأحوال بطلاً للشتاء قبل موعده، وبحماية خمس نقاط كاملة، تفصله عن العين الذي قفز للمركز الثاني، تاركاً شباب الأهلي خلفه في المركز الثالث.

Email