رحل المدرب البرازيلي الشهير ماريو زاغالو عن عالمنا لكن ذكرياته مع كرة الإمارات لا تموت، لأنها ارتبطت بأهم مناسبة في تاريخ كرة الإمارات، فهو الذي قاد منتخب الإمارات إلى التأهل لنهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا. وتشاء الأقدار أن أكون مرافقاً له في أهم موقفين عاشهما مع كرة الإمارات، أحدهما كان سعيداً لدرجة الجنون والآخر كان حزيناً لدرجة البكاء.
الموقف السعيد، في سنغافورة في نهاية أكتوبر 1989، لحظة التأهل لمونديال إيطاليا مع صافرة نهاية تعادلنا بهدف مع كوريا الجنوبية، كانت لحظة لا تصدق، هاجت فيها المشاعر وماجت من كل أفراد البعثة في الملعب، كان زاغالو يصيح «مبروك مبروك» بالعربية وهو يحتضن الجميع، فقد كان يشعر بقيمة الإنجاز الذي تحقق لمنتخب صاعد في ظل قيادته.
أما اللحظة الحزينة التي ذرف فيها الدموع فهي لحظة تلقيه خبر إعفائه من تدريب المنتخب، لقد كانت مفاجأة مذهلة له لا سيما أن هذا الأمر حدث بعد أيام بسيطة من التأهل الذي كان لا يزال طعمه الجميل في فمه وعلى محياه، تلقى الخبر وكان في مقر الاتحاد، وتشاء الأقدار إن أكون أيضاً إلى جواره، كان يقول بصوت مختنق لماذا تحرمونني من شرف قيادة المنتخب في المونديال، لماذا لا أحصد ما قمت بزرعه؟!
وحتى لا نظلم اتحاد الكرة في تلك الفترة فقد كان عنده وجهة نظر دفعته لذلك دفعاً، الجميل إن زاغالو تقبل وجهة النظر هذه بعد ذلك واحترمها، لا سيما إن اتحاد الكرة لم يذهب بعيداً فقد كان المدرب البديل هو تلميذه كارلوس ألبرتو بيريرا.
آخر الكلام
عموماً، ورغم كل شيء سيظل تاريخ صعود منتخب الإمارات إلى نهائيات كأس العالم 90 في إيطاليا مرتبطاً إلى الأبد باسم المدرب الكبير ماريو زاغالو الذي رحل وبقي آثره.