مزحة آسيا وأفريقيا!

اعتباراً من الغد وبعد غدٍ تنخرط آسيا وأفريقيا في منافسات قارية صاخبة لن تترك لك خياراً آخر إلا الانغماس التام فيها ربما دون غيرها، فالأمر يخصنا إماراتياً ويخصنا عربياً، فلنا كعرب نصيب كبير فيهما وطموحات لا تنتهي، فمنا أبطال تقليديون دائمون، ومنا من لا يزال يراوده الأمل في تحقيق لقب قاري يزين به خزائنه ومسيرته ويروي به عطش جماهيره، وتشاء الأقدار ألا يفصل بين انطلاقة البطولتين الكبيرتين إلا يوم واحد، وهكذا ستنظر يميناً تجد كأس آسيا، وتنظر يساراً تجد أفريقيا على مدار ما يقرب من شهر كامل حافل بالتشويق والإثارة والمفاجآت التي تحبها كرة القدم تحديداً وتحبها جماهيرها في كل زمان ومكان.

ولعلني أشرك القارئ العزيز قبل الدخول في زحام المنافسات القارية لبعض الأمور التي تبدو فيها غرابة لدرجة إنك تحسبها مزحة ولا تعرف أن تضبط إحساسك بها، هل تضحك أم تتألم!

صدق أو لا تصدق في الشأن الأفريقي عندما تجد خبراً صحيحاً يقول إن الاتحاد القاري (الكاف) يحقق مع أحد اللاعبين الأفارقة الذي أثبتت أوراق عمره أنه ولد بعد أن ماتت أمه بـ 4 سنوات؟! إنها أفريقيا السمراء يا سادة، منبع المزح والتلاعب بالأعمار والتي تصدرها إلى كل أندية العالم ومن زمان!

أما الأمر الآخر فيأخذنا ناحية تضارب المصالح المزمن بين الأندية والمنتخبات، حتى لو كان الأمر يتعلق بنادٍ كبير مثل ليفربول، ومدرب شهير مثل يورغن كلوب، فقد أفصح المدرب الكبير عن ذلك التضارب بقوله وهو يودع لاعبيه الدوليين إلى منتخباتهم ومن بينهم محمد صلاح: (لو قلت لكم أتمنى لكم التوفيق فإن ذلك سيكون مزحة)!

على الصعيد العربي لم أستطع أن امنع نفسي من الدهشة لدرجة أنني اعتقدت أن أحد رجال الإعلام يمزح وهو يقول: بطولة آسيا (دقة قديمة) لا يهمنا كثيراً الفوز بها، نحن أكبر منها! ولا تعليق.

أخيراً في الشأن الداخلي ابتسمت عندما قرأت تغريدة لمتابع إماراتي يصف فيها كثرة تنقلات المدربين ما بين الأندية، لدرجة أن العدد البيني وصل إلى 8 أندية بالتمام والكمال (مدرب يرحل من هذا النادي فيأخذه الآخر)، قال صاحبنا في التغريدة معبراً عن حال المدربين الباقين المتنقلين ساخراً (أنا رايح فين، أنا راجع تاني)..!