من وجهة نظر خاصة فإن فريق النصر الإماراتي هو نجم الجولة الرابعة عشرة من دوري أدنوك للمحترفين في كرة القدم، والنجومية ليست فقط بسبب فوزه المثير والمستحق على فريق الجزيرة بملعبه وبين جماهيره، بل بسبب هذه القدرات الفنية التي ظهر عليها، وطريقة تسجيل الأهداف، بهجمات وجمل تكتيكية مرسومة وممتعة.

هذا المشهد لم يكن موجوداً من قبل، لكنه أصبح حقيقة مجردة بعد التعاقد مع المدرب الهولندي الفريد شرودر، لقد وجد النصر ضالته مع هذا المدرب بعد سنوات طويلة من التراجع وسوء الطالع. العميد النصراوي قفز إلى المركز السابع برصيد 18 نقطة بعد أن راوح في الأسابيع الأولى في مركز الهبوط، نحن لا ندعي أن النصر مع هذا المدرب سيحرز الألقاب الواحد تلو الآخر (تو الناس)، لكن يمكننا القول إنه وضع قدمه على الطريق الصحيح، وهذا أمر مهم من أجل العودة لسابق العهد، نعم مطلوب شيء من الصبر، وأشياء أخرى في مقدمتها تدعيم الصفوف بنخبة من اللاعبين المحترفين والمحليين، واستمرار بيئة العمل الحماسية والجاذبة الموجودة هذه الأيام، وعندما يحدث ذلك سيتقدم الفريق بلا شك وسيزاحم وسينافس، وسيعود بطلاً كما كان مع هذا المدرب القوي الذي وجد ضالته هو الآخر في العميد.

المدرب شرودر هو النوعية نفسها التي من الممكن أن تحقق النجاح الغائب مع العميد، قوة شخصية، حس فني وتكتيكي ظهر بوضوح في مباراة الجزيرة الأخيرة، ومن قبلها مباراة الوصل رغم الخسارة.

آخر الكلام

قناعتي أنها لحظة إلهام، تلك التي قرر فيها النصر التعاقد مع مدرب رحل عن العين بعد فترة وجيزة جداً من التعاقد معه، لكن النصر قرأ المشهد بشكل مختلف، لا سيما أن الرحيل عن الزعيم لم يكن بسبب خلل فني، قدر ما كان اختلافاً في وجهات النظر.

كان التعاقد النصراوي إذن بالصورة التي حدثت شجاعاً، وتم التخطيط له جيداً، من أجل تعويض فريق بطل، خيراً، بعد هجران وآلام وعذابات وسنوات بلا ألقاب.