لم تكن مباراة العين أمام النصر السعودي في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال آسيا، التي انتهت بفوز العين بهدف نظيف، لم تكن أجمل المباريات ولا أمتعها، رغم وجود كريستيانو وبقية النجوم، بل كانت واحدة من أشرس المباريات وأكثرها توتراً وعنفاً، والذي خلق هذا التوتر، هو عدم قدرة النصر على هز شباك العين، وتسجيل ولو هدف واحد يعادل به النتيجة، بعد أن سجل العين هدف السبق، وأنهى به المباراة.

أعترف أنني رأيت مباريات كثيرة للعين، كان فيها قوياً ولافتاً، لكنني لم أره من قبل بهذا الإصرار على نظافة شباكه والمحافظة على هدف الفوز، هذا الإصرار تمثل في التنظيم الدفاعي الدقيق والصارم، وفي حالة مثالية من التركيز، حرمت نجوم الفريق المنافس من خلق الفرص الحقيقية، والتهديد المباشر للمرمى، إلا في ما ندر.

وعلى نفس الصورة، بل أشد، وجدت حارس المرمى خالد عيسى، فكثيرة هي المرات التي شاهدناه فيها متألقاً، لكنني لم أشاهد من قبل مثل هذا التصدي لتسديدة كريستيانو رونالدو في الدقائق الأخيرة من المباراة، لقد كانت الهجمة الوحيدة المحققة التي نفذ منها الهجوم النصراوي واخترق بها دفاع العين، ففي لمح البصر، حوّل كريستيانو الكرة نحو المرمى، وهو قريب من خط الـ 6 ياردات بقوة وبسرعة، وفي لمح البصر أيضاً، كانت اليد اليمنى لخالد عيسى تتصدى وبسرعة استجابة مذهلة، لتظل الشباك العيناوية نظيفة حتى صافرة النهاية.

آخر الكلام

هذا هو العين، الذي انتصر على الهالات الإعلامية والضغوط الرهيبة. انتصر، فعندما غاب لابا كودجو، كان سفيان رحيمي. انتصر عندما كانت جماهيره تملأ المدرجات، وتزيده قوة وإصراراً. انتصر، لكنه لا يفكر الآن إلا في موقعة العودة، موقعة 11 مارس في الرياض.