كان حديث النفس يراودني دائماً بشأن صعوبة مباراة العودة بين العين الإماراتي والنصر السعودي، ولم يكن ذلك حالي وحدي، فما من جهة إعلامية إلا ورشحت النصر لتعويض خسارة مباراة الذهاب بالعين، والتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، وهناك من رشح النصر للبطولة نفسها نظراً لحالته العالية في الآونة الأخيرة، بقيادة كريستيانو رونالدو، الذي يبدو في أحسن حالاته، ويلعب ويسجل وكأنه عاد عشر سنوات للوراء، وإذا بالعين يبدو مدهشاً في مباراة العودة كما كان في مباراة الذهاب بل أشد! يفاجئ الزعيم العيناوي كل المتابعين، ويفاجئ نفسه ومنافسه، ويسجل هدفاً من وراء هدف، هناك في الرياض، وعلى ملعب الأول بارك، الذي تزلزله أصوات جماهيره المحتشدة خارج الملعب، وتزلزله بالطبع شراسة فريق النصر، الذي كان في حالة يرفض من خلالها ما يشاهده من العين الذي يلعب بشجاعة الرجال وينطلق ويسجل ولا يبالي! إن هذه الحالة العيناوية التي قاومت الجنون الكروي، الذي استبد بالنصر في كثير من أوقات الشوط الثاني، وقاومت المشهد العام الذي كان يبدو ومرعباً، واستمرار هذه الروح الاستبسالية مع الوقت الإضافي ومع ركلات الجزاء حتى فاز العين وتأهل هو، وأخرج النصر وكريستيانو من البطولة في مشهد غير المشهد، الذي كان يعتقده الآخرون، بل دفعهم للاعتراف باستحقاق العين الشجاع، الذي آمن بقدراته واسمه وتاريخه وإرثه.
آخر الكلام
لقد أثبت العين أنه فورمة بطولة، وبصراحة من يزيح من أمامه النصر السعودي، الذي يعج بالنجوم وكريستيانو وساديو مانيه، ويعيش أفضل فتراته، نعم من يفعل ذلك من حقه أن يطمع في البطولة، ومن الباب الواسع يا زعيم.