كانت ليلة العين.. الزعيم الإماراتي، ليلة اكتمل فيها قمره، فاحتجب فيها الهلال، زعيم الأندية السعودية! ليلة العودة لمباراة نصف نهائي دوري أبطال آسيا العصيبة بالرياض، الليلة التي ذهب فيها البطل الإماراتي إلى النهائي الآسيوي رافعاً رأسه، رافعاً علم وطنه فوق هام السحب.
ليلة كسب فيها التحدي للمرة الثانية على التوالي، غير عابئ بكلمات خارجة عن النص، وحوارات غير مسؤولة ارتدّت لصدور أصحابها.
لم ينظر العين خلفه، رمى بكل الصغائر وراء ظهره، لم يكن مشغولاً سوى بتحديد هدفه، وتحقيق هدفه، لم تهمّه الأسماء ولا الألقاب ولا أحاديث الثأر، ولا الأهداف الغزيرة التي تنتظر مرماه، عوضاً عن الأهداف الأربعة التي أحرزها في مباراة الذهاب، نعم صمّ أذنيه عن كل ذلك!
إذا كنت تريد الدليل على صدق هذه الكلمات، فما عليك إلا أن تنظر إلى واقعة الدقيقة الثانية من عمر المباراة، فهذه الواقعة تحديداً تكفي للدلالة على الزعامة الحقيقية، نعم لا يتجاوزها سوى الفرق ذات الثبات والثوابت، المؤمنة بقدراتها، الواثقة من نفسها، في هذه الدقيقة المبكرة جداً نجح الهلال في تسجيل هدفه الأول، وواجه العين أسوأ سيناريو من الممكن أن يواجهه، أو يواجهه أي فريق آخر، في مثل هذه الظروف العصيبة داخل الملعب المتوتر، والمدرجات المجنونة، هكذا كانت البداية لمباراة توعدوا فيها العين بموجات متلاحقة من الرعب!!
لقد قفز هذا الرعب الموعود لصدورنا نحن جميعاً أنصاره، وليس فقط جماهيره العاشقة الزاحفة معه إلى كل مكان، فما بالك باللاعبين، هل ستتحقق الوعود التي أطلقها بعضهم وجهروا بها، وكأنها موقعة حربية وليست مباراة رياضية؟!
وكان الرد العيناوي، نعم لحظات من الارتباك، لكنها لم تستمر طويلاً، تدارك نفسه على وجه السرعة، استرد اتزانه وعافيته، وما هي إلا دقائق معدودة حتى تمكن من الرد السريع، هدف آخر على طريقة أهداف مباراة الذهاب في العين، ولم يكن هذا الهدف إلا تأكيداً وتصميماً على الثبات ورباطة الجأش، ورفض كل المحاولات والحيل التي تدفع بالزعيم الإماراتي إلى الخوف، أو اليأس.
آخر الكلام
عاد العين محملاً بـ«لقب غرب آسيا»، عاد بعد أن تجاوز أقوى فريقين وأغلى فريقين هما النصر السعودي العالمي، ثم الزعيم الهلالي ذائع الصيت، عاد بدموع الفرح من كل نجومه، لا سيما الحارس الأمين خالد عيسى الذي تصدى كعادته، وكان نجماً فوق العادة مع زملائه.
نعم تحقق المهم وبقي الأهم، اللقب القاري الكبير، لقب الشرق والغرب، وأفراح ليست كالأفراح، لا زلنا نتذوق طعمها يوم أن تحقق اللقب الأول 2003 يا زعيم.