عندما فاز العميد النصراوي على شباب الأهلي القوي وانتقل إلى نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم لم يكن فقط ينتصر انتصاراً عادياً، بل أراد أيضاً أن يمتعنا بأجمل مباريات الكأس.
ويذكرنا بسنوات مجده لاسيما موسم 1985 - 1986، الذي لم يبق فيه ولم يذر، فقد حصد في تلك السنة كل ألقابها الأربعة بلا هوادة: بطولة الدوري وبطولة الكأس، وبطولة الكأس المؤجلة، ثم ختم ببطولة أخرى، كانت تسمى كأس الاتحاد.
ومن المصادفات أن النصر الذي سيلاقي صديقه اللدود وجاره الوصلاوي على لقب هذا الموسم، كان قد انتزع منه كأس 1986، بعد أن فاز عليه بهدفين لهدف، وكأن النصر أيامها قد استأذنه، حيث كان الوصل معظم فترة الثمانينات نجماً لا يشق له بنان مع الشارقة، فقد كانا يتناوبان الألقاب!
لقد أشعرنا النصر وهو ينتصر مؤخراً على شباب الأهلي عندما سجل هدفين في الشوطين الإضافيين، ثم تصدى بفدائية لمحاولات شباب الأهلي في الدقائق الثلاث الأخيرة المرعبة، أنه استعاد كثيراً جداً من مستواه الذي أضاعته السنون، وأنه وجد ضالته في هذا المدرب الهولندي شرودر، الذي وجد نفسه هو الآخر في الملعب الأزرق، فتم التمازج وجاءت النتائج تباعاً، على مدار 11 مباراة في الدوري الذي انتقل فيه النصر من مراكز الأواخر إلى مراكز الأوائل، بانتصارات ملفتة شكلاً وموضوعاً !
آخر الكلام
ولأن النصر وشباب الأهلي قدما على مر التاريخ القديم أقدم ديربي في مدينة الأحلام دبي، ويا للغرابة، فأكثر فريق تضرر من عودة النصر القوية هو رفيقه القديم، فهو الوحيد الذي أسقط 5 نقاط من شباب الأهلي في الدوري، وأخرجه وهو المرشح القوي من بطولة الكأس!
والأمر الذي لا شك فيه أن الجماهير ستكون موعودة بنهائي استثنائي في ختام الموسم، فالنصر لن يرضيه بعد كل هذا سوى اللقب، والوصل الذي لا يوقفه أحد في الدوري، يريد الثنائية، فهو يعيش على صوت وصدى موسم الثنائية 2007 التاريخي.