لم يختلف اثنان هذا الموسم على أحقية فوز الوصل بالثنائية، فخلال أسبوع واحد حقق كأس رئيس الدولة، ومن بعدها درع دوري أدنوك للمحترفين قبل نهاية المسابقة بجولتين، ليصبح الفريق الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز اللافت مرتين، الأولى موسم 2007، والثانية موسم 2024.
وتعددت الآراء بحثاً وراء سر هذا الإنجاز الوصلاوي الكبير، وإن كنت لا أختلف كثيراً عن آراء الجموع، إلا أنني أحببت أن أوجزه في ثلاثة عناصر، أو بمعنى أدق في ثلاث كلمات:
الكلمة الأولى هي الجودة، وتشمل اللاعبين المواطنين والمحترفين الأجانب على حد سواء، فمعظمهم من المتميزين، بمن فيهم اللاعبون الاحتياطيون، فقد كانت «الدكة» أحد الأسباب المهمة في الفوز، هذا إلى جانب التوفيق في اختيار المدرب الشاب الصربي ميلوش الذي أبلى بلاء حسناً في القيادة، لا سيما في حسن إدارته للمباريات.
الكلمة الثانية: القلب، فقد كان الوصل إدارة ولاعبين وجماهير على قلب رجل واحد هذا الموسم، عائلة واحدة، تعمل من أجل عودة هذا الكيان الكبير إلى زمن البطولات والأمجاد، وتجسد ذلك وبان أثره في كل المباريات من بداية الموسم حتى آخره، كل مباراة كانت عبارة عن نهائي كؤوس، جدية وتركيز وتصميم، وجماهير حاضرة مناصرة دوماً، وكانت النتيجة انتصاراً على كل المنافسين، والتربع على الصدارة منذ الأسبوع الثامن وحتى النهاية وبفارق مريح من النقاط.
الكلمة الثالثة هي البرهان، وأعني بها ذلك البرهان الذي قدمه الفريق ليثبت أحقيته المطلقة على تميزه، وأحقيته في احتكار اللقبين الكبيرين، البرهان الأول ظهر جلياً بعد الحرج الشديد الذي حدث في أعقاب الخسارة المفاجئة من الوحدة قبل نهائي الكأس بثلاثة أيام فقط، هبت الإدارة وعالجت الأمر بحكمة، وكانت النتيجة التعافي والانقضاض على اللقب وكأن شيئاً لم يكن، أما البرهان الثاني فكان في مباراة حسم لقب الدوري أمام المتربص الخطير شباب الأهلي، كانت مباراة نهائي كأس أخرى، وكانت خسارة الوصل تعني إمكانية ضياع اللقب، فإذا فريق الفهود يبرهن بما لا يدع مجالاً للشك بأنه الأقوى والأجدر، وألحق الهزيمة بحامل اللقب وبالثلاثة للمرة الرابعة في موسم واحد!!
كلمات أخيرة
هكذا كان الوصل هذا الموسم، إمبراطوراً بمعنى الكلمة، جودة عالية، وقلباً يسبق القدم، وبرهاناً لا يقبل الشك، ووفاء وتقديراً وحباً لسمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم الرئيس التاريخي لقلعة الفهود.