وأنا أتابع ليلة الفرح الوصلاوية، ليلة عودة الثنائية المدهشة، سرح خيالي إلى ليالي الزمن الجميل في دبي، دار الحي، التي عشت فيها أحلى سنوات العمر،وشعرت أن الأفراح هي الأفراح تسكن البشر ولا تغادرهم حتى لو تغير إيقاع الزمن.

رحت أتابع بشغف كلمات صنعت هذا الإنجاز الكبير من أحمد الشعفار رئيس شركة كرة القدم ومجموعة العمل المنسجمة المتفاهمة فاستوقفتني، وأحببت أن أتوقف عند بعضها، ففيها فائدة، هي أشبه بأفكار للبيع،إذا جاز التعبير، لكن السلعة مجانية لمن يريد:

اختاروا شعاراً للعمل في هذا الموسم ( فريق واحد عائلة واحدة) ولم يكن مجرد كلمات تكتب، بل فعلوه وحرصوا كل الحرص على أن يكون واقعاً ملموساً في الظروف الصعبة قبل الظروف الطبيعية.

حددوا هدفهم، ولعب الفريق مبارياته كلها بنفس الجدية تحقيقاً لهذا الهدف واستمرت هذه الجدية حتى بعد أن تحقق الهدف وضمنوا الثنائية.

عندما اختاروا المدرب فضلوا عنصر الطموح والشباب، وعندما شعروا في بداية الموسم بأنه اختيار صائب لم يترددوا في تجديد عقده سنتين إضافيتين، وكان ذلك له تأثير إيجابي جداً على نفسيته وشخصيته.

حرصوا خلال تعاقدهم مع اللاعبين على عدم وجود فوارق وتميزات كبيرة بين بعضهم البعض.

عندما أصيب أحد اللاعبين المتميزين إصابة بليغة لم يفكروا في إنهاء عقده بل سارعوا لتجديده، وقد أكبر كل اللاعبين هذا الموقف الإنساني الشجاع وكان له تأثير السحر على النفوس، زادت اللحمة والترابط في فريق العائلة الواحدة.

عندما أخطأ حارس المرمى خالد السناني في مباراة الوحدة الشهيرة احتضنوه، لم يتركوه حتى عاد متألقاً وتسبب في تحقيق الفوز بعد ذلك في أصعب المباريات الحاسمة مع شباب الأهلي، وظهرت قوة الوعي الإداري وحكمة المعالجة مع الفريق كله فتجاوز المرحلة الصعبة والحرجة.

في اليوم الثاني لمشاهد الفرح الصاخبة أغلقوا الملف وراحوا يبحثون عن الموسم التالي بألقابه الستة بما فيها النخبة الآسيوية وكيفية تدعيمه حتى تستمر البطولات ويبقى الإمبراطور في الواجهة دائماً.

كلمة أخيرة

أخيراً،كان ذلك غيض من فيض، فالبطولات لا تتحقق بالكلمات والوعود بل بالروح والعمل الدؤوب وجلب الجماهير صانعة الفرح ومفجرة الطاقات.