عندما بدأ منتخب الإمارات الوطني لكرة القدم مباراته الخامسة أمام نيبال في التصفيات الآسيوية كان مشهد التشكيلة الأساسية يبدو مختلفاً كلياً عن المتوقع، فمعظم العناصر شابة في مقتبل العشرين، ولا تشارك في مباريات دوري أدنوك دوري المحترفين مع فرقهم، وكثير منا لا يعرف حتى أسماءهم ولا مراكزهم داخل المستطيل الأخضر، كان هناك بعض الخوف وكثير من القلق علي نتيجة المباراة رغم سهولة المهمة أمام منتخب نيبال المتواضع، ورغم أن التشكيلة الشابة جداً تلعب لأول مرة مع بعضها البعض، إلا أننا فوجئنا بمنتخب متفاهم، لا يلعب الكرة الجميلة فحسب، بل يؤدي بكثير من الفاعلية التي أسفرت عن هدفين مبكرين، ثم رباعية نظيفة انتهت عليها المباراة.

لم يكن الأمر متوقفاً عند هذا الحد، بل كانت أيضاً هناك مفاجآت أخرى تمثلت في مشاركة لاعب لا يزيد عمره على 18 عاماً اسمه محمد جمعة المنصوري وكان أساسياً في التشكيلة وأعطاه المدرب الفرصة طوال عمر المباراة، وقد أبدى اللاعب مهارة عالية وإعجاباً لكل من شاهده، وبرهن عن استحقاقه لعرض الاحتراف الذي وقعه أخيراً مع ناديه شباب الأهلي. ولم يكن المنصوري وحده الذي لفت انتباهنا، بل كان هناك أيضاً لاعب العين حازم محمد الذي شاهدناه لدقائق قليلة قبل ذلك ورغم عمره الصغير الذي لا يزيد على 18 عاماً إلا أن موهبته استوقفتنا وأسعدتنا أمام نيبال عندما سجل هدفاً خيالياً ممتعاً من على البعد من فوق الحارس المتقدم، وهو بلا شك أجمل أهداف التصفيات الآسيوية بمختلف مبارياتها.

آخر الكلام

بالتأكيد نحن نحسد المدرب البرتغالي بينتو على شجاعته، لكننا قبل ذلك نمتدح اختياراته واكتشافاته الشابة، فالأبيض الإماراتي يسجل أهدافاً جميلة بلغت 15، إضافة إلى 15 نقطة، هي الصدارة والعلامة الكاملة، هي إذن بشرة خير من أجل المواجهات الأصعب عندما يأتي وقت الدور الأخير المؤهل للمونديال.