لم يكن تعادل سويسرا مع ألمانيا مجرد تعادل، بل هو فوز طوال عمر المباراة أعقبه هدف التعادل الألماني في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، لم يكن مجرد تعادل، رغم أنه كان كافياً لكي تصعد ألمانيا إلى دور الـ 16 بصدارة المجموعة وتتفادى الصدام المبكر مع إيطاليا، نعم لم يكن كل ذلك مهماً بما فيه الكفاية، فالأهم منه أن المنتخب السويسري بما قدمه من صلابة وقوة وشجاعة قد أحدث انقلاباً حقيقياً في البطولة، لقد أدخل الشك في نفوس الألمان أنفسهم قبل أن يدخله في نفوس المنافسين!
قبل هذه المباراة وبناء على ما قدمه الألمان في المباراتين السابقتين، كانت كل الترشيحات تتجه صوب «المانشافت»، فإن لم يكن المرشح الأول، فهو في مقدمة المرشحين، أما الآن فالصورة اختلفت كثيراً، بل اختلفت كلياً بعد لقاء سويسرا، خاصة أنه لم يستطع فك شيفرة التنظيم الدفاعي السويسري المدهش، وظهر مهاجموه الذين صالوا وجالوا بلا حول ولا قوة طوال عمر المباراة، لولا لحظة إلهام من اللاعب البديل الذي وضع رأسه في الزحام فشق طريقه نحو الشباك منقذاً أصحاب الأرض من هزيمة قاسية، والجماهير المحتشدة في المدرجات من صدمة عنيفة، ولعلها اكتفت بنصف صدمة، وساورها الشك في طريق البطولة، حيث كانت تعتقد أنه مفروش بالورود!
كلمات أخيرة
ليس أمام الماكينات الألمانية الآن من مدرب ولاعبين، إلا مراجعة حساباتهم بدقة، فالقادم يبدو صعباً للغاية.
المنتخب السويسري نفسه بهذا التكتيك العالي من المدرب النجم مراد ياكين، ودقة التنفيذ من اللاعبين، وضع نفسه في قائمة المرشحين للقب يورو 2024.