الوطن حب وانتماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بطولة أمم أوروبا التي تجري منافساتها في ألمانيا حالياً سقطت نظرية النجم الذي يحب ناديه أكثر من حبه لوطنه، نعم سقطت نظرية إنهم يخافون على أقدامهم من الإصابة، يخافون على عقودهم وملايينهم.

في مباراة إيطاليا وكرواتيا التي كانت ملحمة في الأداء والبذل والعطاء بلا حدود من أجل اللحاق بالأدوار النهائية وتفادي آلام الخروج المبكر، الكل شاهد لوكا مودريتش «38 عاماً» والجهد الرهيب الذي بذله وفرحته الطاغية عندما سجل، والكل أيضاً شاهد لحظات القلق التي عاشها في الأوقات العصيبة عندما استبدله المدرب، ثم لحظات التأثر العميق والحزن والبكاء بعد ما سجلت إيطاليا هدف التعادل والبقاء في الثانية الأخيرة، وقبل صافرة الحكم مباشرة، ولاحظنا جميعاً تلك الوقفة المؤثرة الحزينة الطويلة من الفريق كله أمام الجماهير التي واستهم وقدرت جهدهم وتضحياتهم بموجة من التصفيق، وليست موجة من الغضب كما يحدث في أماكن أخرى غير أوروبية، إنها لحظات تجسيد حي لحب الأوطان بلا حدود من اللاعبين عامة ومن النجوم أصحاب العقود الكبيرة خصوصاً المتهمين دائماً!

ولعل هذه المشاهد المؤثرة من مودريتش ورفاقه لا تنسينا أيضاً ما فعله دي بروين نجم منتخب بلجيكا وتلك الفرحة الهستيرية التي كان عليها عندما سجل هدف الحسم لبلاده، وتلك الروح التي لعب بها، والحالة التي كان عليها خوفاً من الوداع المبكر لدرجة أن أحد المحللين الكبار قال إنه لأول مرة يشاهده بهذه الصورة من العطاء، وبهذه الفرحة العارمة لتأهل بلاده، التي كانت تفوق فرحته لفريقه مانشستر سيتي بطل أندية أوروبا.

آخر الكلام:

قدم الكرواتيون والإيطاليون أجمل مباريات يورو 2024 حتى الآن، ولعل هدف اللاعب الإيطالي البديل زاكاني سيبقى عالقاً في الأذهان لروعته وتوقيته، لقد قلب كل أحزان إيطاليا إلى أفراح، إنها غريزة حب الأوطان التي لا يعادلها حب آخر.

Email