كل من شاهد معاناة المنتخب الإنجليزي الرهيبة أمام منتخب سلوفاكيا في دور الـ16 من يورو 2024، نعم كل من شاهد توقيت هدف التعادل الذي جاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بل الضائع، ثم هدف الفوز الذي جاء في الشوط الإضافي الأول، لتنقلب الأحوال رأساً على عقب وتنتهي المباراة بفوز لا يصدق لإنجلترا، وخسارة دراماتيكية للسلوفاك الذين تقدموا بهدفهم وحافظوا عليه وقاتلوا حفاظاً عليه طوال عمر المباراة حتى غافلتهم وخذلتهم الدقيقة الأخيرة من الوقت الضائع، نعم كل من شاهد ذلك وتخيل مشهد رحيل المنتخب الإنجليزي وهو يركب الطائرة عائداً إلى بلده بخفي حنين خلال وقت المعاناة طوال المباراة، ثم يشهد الانفراجة التي لم تخطر على البال في توقيتها، كل من شاهد ما فعلته كرة القدم وإثارتها بل جنونها أيقن أن منتخب إنجلترا لم يعد فقط للبطولة، بل إنه ربما يكون عائداً لكي يقف على المنصة ويقتنص اللقب العصي الذي يبحث عنه من عشرات السنين دون جدوى!
ينتقل الإنجليز إذن إلى الدور ربع النهائي لملاقاة منتخب سويسرا القوي وفي ذاكرتهم ما حدث لهم أمام سلوفاكيا ولو قدر لهم تفادي هذا الموقف الرهيب فليس ببعيد فعلياً أن يصلوا إلى المباراة النهائية فالطريق إليها يبدو على الورق أسهل كثيراً من طريق منتخبات الألمان والإسبان والفرنسيين، وإن غداً لناظره قريب.
آخر الكلام
في الناحية الأخرى من البطولة كانت مباراة إسبانيا ومنتخب جورجيا الحصان الأسود، ورغم تقدم الفريق المغمور الذي يشارك لأول مرة بهدف في الشوط الأول إلا أن الإسبان الذين استوعبوا ما حدث للإنجليز قبل مباراتهم بدقائق استفاقوا سريعاً واكتسحوا شجعان جورجيا بالأربعة ليذهبوا إلى ملاقاة الألمان في أقوى مباريات البطولة وإنهائها المبكر والذي يترقبه من الآن، كل عشاق كرة القدم في الشرق والغرب.