تأهلت فرنسا إلى الدور ربع النهائي بعد فوزها بشق الأنفس على بلجيكا، ولم يكن منتخب الديوك في حاجة إلا لثلاثة أهداف فقط طوال الرحلة لكي يصل إلى هذا الدور المتقدم، ويا ليتها كانت أهدافاً عادية من هجمات مرسومة بل كانت أهدافاً عجيبة، أحدها من ركلة جزاء والثاني والثالث من نيران صديقة، هكذا هي أحكام كرة القدم وألغازها التي تجلت في كل مباريات دور الـ16 بلا استثناء، وإذا كان هذا الحال مع فرنسا، فقد كان كذلك بأشكال أخرى في مباراة البرتغال وسلوفينيا، نعم صعد منتخب البرتغال في نهاية الأمر ووصل إلى ربع النهائي، لكن فوزه على سلوفينيا كان دراماتيكياً وغير طبيعي، تنتهي المباراة بأشواطها الأصلية والإضافية بلا أهداف وبأداء بطولي من السلوفان، فقد كان التعادل الرابع وبلا خسارة لفريق حالم مكافح، وعندما حان موعد ركلات الترجيح إذا به فريق آخر، لا يضيع ركلة واحدة، بل أضاع كل الركلات بغرابة، لدرجة أنك تشعر بأنهم لو تعمدوا ذلك ما فعلوها بكل هذا الإتقان! وفي نفس الوقت كان الحارس البرتغالي كوستا مذهلاً وهو يتصدى ببراعة يحسد عليها للركلات الثلاث.
أما عن نجم النجوم كرستيانو رونالدو فلا تسأل، فقد ضيق عليه مدافعو السلوفان وحرموه من القفز العالي المشهور به، وحتى عندما احتسب الحكم ركلة جزاء في الوقت القاتل من الشوط الإضافي الثاني أضاعها وراح في نوبة بكاء طويلة، ولم يمسح دموعه إلا بعد تصديه لركلة فريقه الأولى، عندما احتكم الفريقان لركلات الترجيح، وكان قراراً في غاية الجرأة، سواء منه أو من مدربه!
لقد كان تحدياً قاسياً نجح فيه النجم الكبير فإذا به يسجل ببراعة وتجف دموعه بل يضحك رونالدو أخيراً وتضحك معه كل البرتغال في أعقاب التأهل لدور الثمانية.
آخر الكلام
«يورو 2024» نسخة مختلفة عن كل النسخ التي سبقتها.. انتفاضة للمنتخبات المغمورة.. واستراحة للكبار حتى إشعار آخر.