كان واضحاً أن المنتخب الهولندي وهو يلاقي رومانيا قد استوعب جيداً ما حدث للمنتخبات الكبيرة من معاناة، رفض تكرار ما حدث لإنجلترا والبرتغال وفرنسا، شدد القبضة على مغامري رومانيا الذين تصدروا مجموعتهم في إنجاز تاريخي، فوت عليهم فرصة التقدم في أول 20 دقيقة الذين حاولوا فيها مباغتته مبكراً، بعدها استردت الطواحين ذاكرة البطولات وزمن مفهوم الكرة الشاملة الذين اخترعوه، نعم استردوا تحديداً كأس أوروبا 1988 الذين أحرزوه، في بلاد الألمان، سجلوا الهدف الأول سريعاً في الشوط الأول، ثم أعقبوه بهدف ثانٍ وآخر ثالث، لينهوا مغامرة الرومان الجميلة، ولم تكن تلك الأهداف الغزيرة إلا نتاج أداء تفاعلي مثير يؤكد عودة الطواحين للعمل مرة أخرى، ويعلنون للجميع أنهم قادمون وجاهزون للدور ربع النهائي وربما ما بعده.
وعلى الجانب الآخر كان المنتخب التركي في أوج حالاته، أحدث زلزالاً في البطولة، هزم منتخب النمسا القوي بهدفين لهدف وكان ثامن المتأهلين لربع النهائي، وقدم مع النمسا واحدة من أجمل مباريات البطولة وأكثرها إثارة وتشويقاً لاسيما في الشوط الثاني الذي شنت فيه النمسا عاصفة من الهجمات المتلاحقة، لكن الأتراك صمدوا واستبسلوا، ومن خلفهم حارسهم الذي تصدى لهدف التعادل في آخر ثانية في أقوى تصديات البطولة.
وهكذا يعلن الأتراك أنهم جاهزون أيضاً مثل الطواحين الهولندية وملاقاتهم كواحدة من أهم مباريات دور الثمانية.
آخر الكلام
فرحة طاغية لم تحدث من قبل على هذا النحو للأتراك، فقد احتفلت بهم جماهيرهم وهتفت بأسمائهم، لاسيما اللاعب ديمرال نجم الأهلي السعودي صاحب الثنائية التاريخية.