مبابي.. الحلم والمجد والدهشة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم أكن مستغرباً لكل علامات الدهشة والفخر والامتنان، التي كان يشعر بها اللاعب الفرنسي الشاب كليان مبابي وهو يرى ويعيش لحظة المجد، لحظة انتقاله إلى نادي ريال مدريد الإسباني، أعظم أندية العالم على الإطلاق، لحظة إطلالته على الجماهير الحاشدة، التي استقبلته استقبال الأبطال، وليس مجرد استقبال لاعب جديد.

نعم تنتاب أي شخص مهما كان علامات الدهشة والرهبة، فلنادي ريال مدريد واسمه الملكي هيبة وجاذبية، ربما لا يتمتع بها سواه. شخصياً شعرت بذلك منذ 44 عاماً عندما أسعدتني الظروف وأنا صحافي شاب، كنت مرافقاً لبعثة إماراتية، بقيادة أحمد عبدالله بوحسين، الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة حينذاك، كانت الإمارات أيامها تبني وتؤسس علاقات رياضية مع دول العالم شرقاً وغرباً، وكم كان جميلاً أن تبدأ الزيارات بإسبانيا.

وفي نادي ريال مدريد تحديداً، مروراً بفرنسا، ثم التوجه ناحية أفريقيا لترسيخ العلاقات مع معظم العواصم في العمق الأفريقي الأسمر، هكذا كانت الإمارات في بداياتها تنفتح في علاقاتها شرقاً وغرباً، تنهل من تجارب الآخرين وتأخذ، ثم يدور الزمان فتعطي، تحصد ما زرعته منذ سنوات طوال.

نعم أتذكر ذلك الآن، وتستوقفني دائماً الزيارة التاريخية لريال مدريد، عندما كان رئيسه شخصياً في استقبال بوحسين وبعثة الإمارات، يطوف بهم أرجاء المكان الفسيح، وسط انبهار الحضور ودهشتهم في العام 1980، تماماً مثلما انبهر مبابي واندهش في العام 2024، ولا فرق، فالنادي الملكي هو نفسه النادي الملكي قديماً وحديثاً، والانبهار به هو نفس الانبهار بالمكان والتاريخ الحافل بالألقاب.

آخر الكلام

يبدأ اللاعب كليان مبابي التحدي الجديد، يتحقق حلمه مبكراً، يسير على خطى كريستيانو رونالدو، الذي كان- ولا يزال- مثله الأعلى، إنها ليست فقط حكاية الانبهار بالصفقة المالية الخيالية بمكوناتها وتفاصيلها، بل حكاية المجد الذي ينتزعه لاعب شاب من طرفيه، وتترقبه كل العيون عندما تبدأ الرحلة.

Email