نعم ما أجمل أن تكون المناسبة عالمية والإنجاز عربياً، في باريس حيث يسعدنا الأولمبياد بفقراته وأحداثه اليومية وفي اليوم الثاني من أغسطس 2024 لم يكن حدثاً عربياً واحداً سعيداً، بل ثلاثة دفعة واحدة. كان البطل فيها ليس فريقاً واحداً بل اثنين، أحدهما مصري، والثاني مغربي، هل تتذكر مقولة أمجاد يا عرب أمجاد، التي كنا نقولها دوماً فخراً وعزاً، ثم توقفنا عنها، اليوم نعيدها ونحبها، ونعتقد فيها ونؤمن بها.
في بطولة كرة القدم وفي يوم واحد فاز المنتخب المغربي بالأربعة على الأمريكان، وتأهل إلى نصف نهائي الأولمبياد الكروي، ومن بعده مباشرة وبعد دقائق معدودة تأهل المنتخب المصري إلى نفس الدور الذهبي بفوزه على الباراغواي، وحتى تكتمل منظومة الفرح والشعور الغامر بالسعادة إذا بمنتخب اليد المصري يضيف إنجازاً ثالثاً في نفس اليوم بفوزه المثير على منتخب النرويج، ويضمن التأهل إلى الدور الثاني، ليواصل مسيرته العطرة كأحد كبار المنتخبات العالمية، نعم هكذا المشهد الذي يثلج الصدور وينمي مشاعر الفخر، ويبعث الأمجاد العربية.
لقد أثبتت الأيام من جديد أن الإنسان العربي قادر على صنع الإنجازات الكبرى ومقارعة غيره، فقط لا ينقصه إلا الاهتمام به، وإعداده بصورة دائمة وصحيحة كما يفعل الآخرون في أوروبا، وبعض بلدان آسيا مثل الصين واليابان وكوريا، نعم لو تحقق ذلك سنرى ونشهد المزيد من الإنجازات العربية العملاقة.
المنتخب المغربي الأولمبي يذكرنا بما حدث في مونديال قطر عندما أبهر المغاربة العالم، على ما يبدو أنهم الآن يسيرون في نفس الدرب، سيلاقون المنتخب الإسباني سعياً للوصول للمباراة النهائية ومعانقة الذهب، والمنتخب المصري سيلاقي الفرنسيين ويحدوه الأمل أن يفعل بهم كما فعل مع الإسبان من قبل، ليصعد هو الآخر للنهائي من أجل تحقيق إنجاز أولمبي ذهبي غير مسبوق.