نتفق أن الإعلام رسالة مفادها توعية الناس وتوجيه الرأي العام وصناعة أفكاره ومعتقداته نحو ما ينفعه ويفيده.
أحياناً في المجال الرياضي يغض الإعلام الطرف عن لاعب يستحق، ربما بلا قصد، يظلمه بعدم تسليط الضوء عليه بما يكفي، وأعتقد أن اللاعب يحيى الغساني ينطبق عليه القول، فقد تجاوزته جائزة أفضل لاعب أكثر من مرة رغم أنه كان أحد المرشحين الثلاثة، وقناعتي أنه كان يستحقها على الأقل في الموسم الماضي الذي كان دوره فيه بارزاً وصانعاً لبطولة فريقه شباب الأهلي، وكان نجماً يشار إليه بالبنان في صفوف المنتخب الوطني.
الذي دفعني لهذا الموضوع الآن سببان: أولهما اقتراب موعد إعلان نجم الموسم المنتهي أخيراً، وأعتقد أن ذلك سيحدث في العاشر من هذا الشهر، والسبب الثاني هو ما لا يعرفه الكثيرون عن هذا اللاعب من خارج الملعب. فالمعلومات التي صادفتني زادت من قيمته في تقديري. فماذا تقول عندما تتمازج قدراته داخل الملعب مع التزامه خارجه ومعايشة حقيقية لمفاهيم الاحتراف؟ والأهم من ذلك الانخراط المجتمعي والإنساني بصورة مثيرة للاهتمام، والذي لا يفعله إلا كبار النجوم حول العالم.
وإليك غيض من فيض:
يحيى هو سفير ريد بول، وهو اللاعب الإماراتي الوحيد الذي يقضي معها فترة إعداد إضافية خارج البلاد قبل إعداد فريقه. كما يحظى بدعم كبرى الشركات الرياضية العالمية واهتمامهم برعايته. يحيى ليس فقط لاعب كرة قدم، بل هو نجم يعي تماماً قيمة النجومية والتأثير الذي تحدثه كرة القدم، ونجد بصمته المجتمعية حاضرة بزياراته المتعددة للأطفال في المدارس والمستشفيات ودعم أصحاب الهمم.
أما عن النواحي الفنية، فلا تسل؛ فهو أكثر لاعب إماراتي صانع للفرص الحاسمة، وهو من أكثرهم مراوغة ومهارة، وكان أحد الأسباب المباشرة في تتويج شباب الأهلي وانتصارات المنتخب الوطني.
آخر الكلام
إذا لم تفز يا يحيى في موسم الوصل (دوري وكأس) موسم علي صالح ورفاقه، فربما تفز مع منتخب الإمارات وتقوده نحو المونديال. وإذا كان الإعلام غير منصف، فاعتبر هذه الكلمات مجرد بداية.