كان ختام المشهد بين فريق البطائح والزعيم العيناوي، يدعوك للتأمل في أحوال الحياة وكرة القدم! لقد كان المشهد الأهم بعد انتهاء أول جولتين في دوري أدنوك للمحترفين، أنه العبرة المبكرة لكل الحالمين الباحثين عن إثبات الذات، ولكل الطامحين عن الألقاب والأمجاد معاً! ريمونتادا مدهشة لفريق البطائح، الذي قدر عليها، لكنها مؤلمة ومرعبة لفريق العين، بطل آسيا في موسم التحديات الخارجية والداخلية معاً.

العبرة تأتي في وقت مبكر، لعله يكون مفيداً، يسجل البطل الآسيوي ثلاثة أهداف متلاحقة، في دقائق معدودة من البداية، لدرجة أنه أشعرنا أنه أمام تسجيل رقم قياسي، لكنه لم يستمر كعادته، أصابته الآفة التي لا تحبها كرة القدم ولا الحياة، شعور بالتفوق والإعجاب بالذات والاستهانة بالمنافس، وفي نفس الوقت، شعور مضاد من الفريق الآخر، لا لكل مفاهيم الاستسلام والتنازل، بل مقاومة بدأت على استحياء، ثم استقوت شيئاً فشيئاً، لأن المناخ ملائم، وكانت النتيجة في النهاية كما شاهدنا واستغربنا، البطائح يتسلل بهدوء، يسجل الأول ثم الثاني ثم الثالث، يبلغ مرحلة التعادل، ولم يكتفِ، بل حاول جاهداً بشجاعة وإرادة أن يفوز، وكاد أن يكون له ما أراد، لولا صافرة النهاية التي أنقذت البطل!!

العين، بما فعله في نفسه، يتراجع مبكراً من مراكز الصدارة إلى مراكز الوسط، 4 نقاط بدلاً من 6، يترك مقاليد الأمر للنصر والشارقة وشباب الأهلي والوحدة، الذين حققوا العلامة الكاملة، أما البطائح، فيودع النقطة الأولى، وهي لا تساوي ثلاثاً فقط، بل تحدث في نفسه ما هو أهم، ربما تكون انطلاقة نحو ما لم يخطر بباله.

آخر الكلام

نعم، ما زلنا في البدايات الأولى من المنافسة، لكنها مشاهد ودلالات ودروس، لكن تبقى ريمونتادا البطائح هي الأكثر صدى لكل من يهمه الأمر، لا سيما مع فترة توقف المسابقة، من أجل إفساح المجال المونديالي لمنتخبنا الوطني، ولا تستغرب إذا قلت إن درس البطائح يبقى ملهماً لكل من يريد، حتى في المونديال!!