أحرص دائماً على مشاهدة مباراة الكلاسيكو الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة، لا سيما عندما تستضيفها السعودية، فهي تجعلها احتفالية تسعد الناظرين، وتسر الخواطر، ونعيش في ظل هذه الكرة الراقية، والتنظيم المبهر أوقاتاً جميلة.
وبصرف النظر عن الانتماء، وعن جدلية أنت تشجع من؟ فقد اعتاد نخبة من النقاد، وظني أنني منهم على الحياد كأسلوب حياة مهني، من أجل ذلك لا أتحسس مطلقاً من الإشادة المفرطة بفريق «البارسا»، الذي أسعدنا بهذا العرض الشائق، وبتلك الأهداف المرسومة المتلاحقة، والتي بلغت خمسة في مقابل هدفين لمنافسه المدريدي التقليدي، لقد كانت ليلة استمتع فيها عشاق كرة القدم حتى الإشباع، فنادرة جداً هي المرات التي يتفوق فيها أحدهما بشكل كامل على الآخر، ويستحوذ على كل شيء، وتتوالى التجليات والإلهامات، وتسفر عن كل هذا العدد الكبير من الأهداف.
لقد حقق البارسا في ملعب الجوهرة المشعة بجدة فوزه الخامس عشر بكأس السوبر الإسباني، وسط ذهول من منافسه، الذي اكتفى هو وجماهيره بالفرجة والاستمتاع الاضطراري، والانحناء لأحكام كرة القدم، التي تعطي أحياناً بلا حدود ضاربة عرض الحائط بكل التكهنات والأحكام المسبقة.
آخر الكلام
عجز المدرب الإيطالي الأسطوري أنشيلوتي على مجاراة الألماني فليك، الذي يعشق الفوز بالنهائيات، والذي تعود عليها، منذ أن أسهم بصناعة أمجاد نادي بايرن ميونيخ من قبل، لقد اكتفى أنشيلوتي بمضغ «العلكة»، لكنها هذه المرة لم تسعفه، فسيل الأهداف كان جارياً!