تحصيل حاصل جداً!

أحياناً على مستوى الفرق، لا سيما الكبيرة منها، تحاول المرور من الموقف الصعب، فإذا بها لا توفق، ويتحول المشهد من الصعب إلى صعب جداً! وأحياناً تكون بعض المباريات ليست مجرد تحصيل حاصل، بل تتحول إلى تحصيل حاصل جداً!

كانت مباراة الشرطة العراقي والعين الإماراتي من هذا النوع في ختام مباريات النخبة الآسيوية، فالفريقان هما الأخير، وقبل الأخير، كل منهما يحاول، لكن المباراة تصبح اسماً على مسمى، فالمستوى فعلياً ينسجم مع ترتيب الأخير وقبل الأخير، ولا تشعر مطلقاً أنها تنسجم مع مسمى النخبة، وتأسف جداً عندما تجد العين في هذا الموقف المؤسف وهو البطل، يبدأ البطولة بتعادل، وينهيها بخسارة، يلعب المباريات الـ8 وهو عدد ليس بالهين، يحاول الارتقاء، لكنه لا يفلح رغم هذا العدد الكبير، بدلاً من أن يرتقي إلى أعلى، إذ به يستقر في المركز الأخير!

المباراة من النوع الممل، أنقذها فريق الشرطة بهدفين في الأوقات الأخيرة، وفرح جداً بالمركز قبل الأخير، متناسياً أنه يمثل الكرة العراقية صاحبة المكانة، والأسماء الرنانة!

في المقابل لا أحد ينكر أن الاتحاد الآسيوي يحاول الارتقاء ببطولاته، غيّر نظام بطولته الرئيسية، وأسماها النخبة، ورفع جائزة البطل إلى 12 مليون دولار، لكن في بعض الأحيان، لا سيما عند التنفيذ، تجد أن التطوير لا يرتقي لمستوى الهدف، فهذا النظام الجديد خلق مواقف متباينة بين الفرق الأوائل والفرق الأواخر، لدرجة أننا أصبحنا نشاهد مباريات ليست بالقليلة تسير في اتجاه تحصيل الحاصل، وبخاصة في الجولتين الأخيرة وقبل الأخيرة!

المشهد لم يصبح كما تمناه المشرع، حتى بعض المباريات التي تبحث فرقها عن ترتيب أفضل، ساد بعضها هي الأخرى شيء من الملل، وهو أمر يضعف البطولة فنياً وجماهيرياً!

كلمة أخيرة

البطولة في حاجة على الأقل لمراجعة وتدقيق، لا سيما في نظامها التمهيدي قبل بلوغ دور الـ 16، أما العين وهو يحمل لقب كبير آسيا فهو لا يستحق أن يكون طرفاً في هذا المشهد المؤسف، ولا يليق أصلاً به، ولعله مجرد ظرف نفسي، ويذهب لحاله.