بعد ثلاثة عشر شهراً وأسبوعين، تفتق ذهن نتانياهو عن فكرة جديدة، إذا نجحت أصاب مجموعة من العصافير بحجر واحد، وإذا فشلت سيصيب عصفوراً واحداً، وهذا أفضل من لا شيء، وحتى يضفي على مبادرته أو فكرته الجدية ذهب إلى غزة ليعلنها، هناك حيث بدأت الأزمة.
وحيث تنتهي، ولأنه يعتقد بأنه أنجز الكثير، أعد «سيناريو» مصحوباً بالمؤثرات، وهو يرتدي بزة عسكرية وصدرية مضادة للرصاص وخوذة استعارها ربما من كتيبة «الذكاء الاصطناعي»!
بعد أن أعيته الحيلة، وخذلته التقنيات الحديثة، لجأ نتانياهو إلى «الرشوة»، وفتح الخزائن، يريد أن يحرر المختطفين بالمال بعد أن فشل السلاح، فالضغط من عائلات مَنْ لا يزالون في علم الغيب كبير، بل كبير جداً، وكاد صبرهم أن ينفد، فالوقت يمر، انقضت السنة الأولى، والثانية تتبعها بشهرها الثاني، وإن التعنت والغطرسة، والإصرار غير المبرر لإطالة أمد الحرب على غزة، ورفض التسويات، هي الأسباب التي أبقت المحتجزين في الأسر، وليس هناك مسؤول غير نتانياهو يتحمل ذنبهم.
خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد على استرجاع المختطفين، مع توفير ممر آمن للمتطوع «الواشي» وخروجه إلى حيث يشاء سالماً، خمسة ملايين دولار عن كل شخص، ولو كان هناك 100 سيدفع نتانياهو نصف مليار دولار، فإن نجح يكون قد حقق النصر الذي ينشده، وسيكسب العائلات التي تنزل يومياً إلى الشوارع في مسيرات احتجاج ضده، وإذا لم ينجح سيلعب بورقة الخمسة ملايين، ليحرج تلك العائلات، وكأنه يقول: «لقد بذلت كل الجهود»!
نتانياهو يبحث عن مخرج، فالنصر الذي ربطه بعودة أولئك المحتجزين لدى حماس وغيرها لم يتحقق، فقرر أن يلعب كما لعب مجلس خالد مشعل في السابع من أكتوبر عبر «المغامرة المدروسة»، والتي أثبتت الأيام أنها تصرف أهوج خارج عن المألوف، ولا علاقة للدراسة بالتصرفات العشوائية، واستخدم نتانياهو أسلوب «المقامرين» ورمى خمسة ملايين دولار على الطاولة، وهو وحظه «يا صابت يا خابت»!