نملك السلاح، ولكننا لا نحمل في قلوبنا حقداً، لا مع الحوثي ولا مع الذين يستأجرون الحوثي ويطلقونه ليتلاعب في المنطقة.
نعرف جيّداً بأن هؤلاء القوم ليسوا قادرين على إطلاق صاروخ باليستي بعد تجهيزه وتشغيل منصّته، ونعرف أن الطائرات بدون طيار أكبر من إمكاناتهم العقلية والذهنية، فهم ليسوا أكثر من قطعان جمعت وشحنت ووعدت بخرافات عقائدية وقليلاً من الأموال، يهيمون على وجوههم حاملين أسلحة تقتل وتدمّر في أرضهم وأرض غيرهم ثم ينادون دون وعي وإدراك «الموت لأمريكا».
وعلى العكس، صاحب القرار عندنا مازال يقدّم العقل على ردّة الفعل، وهو يملك كل الوسائل لوقف موجة العبث وتمددها، ليس اليوم، بل منذ بداية تحرّكات الحوثي قبل سبع سنوات، فاليمن ليس حوثياً، وليس عميلاً لأطراف خارجية، وليس خائناً، اليمن أرض رجال، فيه أهل لنا، بيننا وبينهم دم ونسب وأخوّة تاريخية، نخاف عليهم ونتجنّب أذيتهم، ولا نجعلهم أهدافاً عشوائية لما لدينا من قوة وسلاح، وعندما نضطر تظهر قدرات رجالنا، تماماً .
كما حدث فجر يوم أمس، عندما كان الفارق ما بين اعتراض الصاروخ وتدمير منصة إطلاقه نصف ساعة فقط، فقط لا غير، ثلاثون دقيقة أدّبت من لا يعرف الأدب، وأسكتت الذين يعتقدون بأن الضجة يمكن أن تحقق لهم مكاسب.
أما مسلوب الإرادة، من كان قراره في يد غيره، فهو خاضع تسيّره أوامر من يختبئون ولا يواجهون، يقبل بأن يكون ألعوبة في يد صنّاع الفوضى، ويقدّم أهله وناسه قرابين لمن تلبّستهم أحلام الأباطرة وهم أقل من الذين اتّبعوا الشياطين.
نحن نملك وسائل الردع، فقد تعلّمنا أن الغدر من شيم الأفاعي، فتجهّزنا لهم، سرنا على قاعدة «ما يحكّ جلدك غير ظفرك»، وأعددنا الرجال، وأخذنا وضع الاستعداد، ومن لم يردعه ذلك، تردعه موجات تأديب في عقر داره.