بدأت جذوة النار التي أشعلوها تتحول إلى رماد، وستزول- بإذن الله- وتعود مسألة الانحراف محصورة في قلة من الناس، لهم أماكنهم السرية، ويحاولون بشتى الطرق عدم فضح أنفسهم.

انتهى شهرهم، وانتهت مرحلة الاندفاع نحو منحهم صفة رسمية عالمية، توفر لهم الغطاء والاعتراف، وبدأت الأصوات الخائفة تتخلى عن خوفها، وتتحدث بحرية تجاه المثلية والمثليين، وتدعو بكل وضوح إلى الحياة البشرية الطبيعية، تلك التي تقوم على تكوين المجتمعات ابتداء من الأسرة، فقد توصل كثيرون إلى أن الدول يمكن أن تنهار، والمجتمعات تتفتت عندما تكون الأسرة مخالفة للطبيعة، الرجل مع الرجل أو المرأة مع المرأة لا يشكلان وضعاً سليماً، بل على العكس، هم يدمرون الموجود، ويسيرون ببني جنسهم نحو الزوال، فالمنزل بحاجة إلى رجل وامرأة، والناتج هم الأطفال، الذين سيكبرون، ويؤسسون أسراً جديدة، تضمن للبشرية الاستمرار والاستقرار.

مؤخراً بدأ البعض يعلن أسفه لما فعله بنفسه، فقد كان يتمتع بحياة مثل بقية الناس، ولكنه لم يتقبل ما منحه ربه، فاتجه نحو طريق شائك متبعاً ميوله الشخصية، وكان الثمن 30 عملية جراحية، أضاعت نصف عمره ليتحول، وبعد سنوات اكتشف أنه اختار الطريق الخطأ، فخرج على الملأ معترفاً، بما اقترفت يداه في حق نفسه، ومصراً على العودة إلى طبيعته التي ولد عليها، وسيظهر غيره، وستعترف أطراف هذا التلاعب بأنها اعتقدت أن تغيير نمط الحياة بالانحراف والشذوذ عن القاعدة الربانية سوف تمنحها أماناً وحياة جديدة.

ورغم ذلك هناك جهات ما زالت تسعى إلى دمار العلاقات الأسرية، مثل ذلك البنك العالمي، الذي أبلغ موظفيه بتحمله تكاليف عمليات التحويل لهم ولأبنائهم، ولن ينجح، لأنه يخدم توجهاً مرفوضاً في أغلب دول العالم، ولا نستبعد أن ينهار هذا البنك إذا قاطعه كل الرافضين للانحراف والشذوذ.