هلالنا أزال كل الشكّ من النفوس، كان متألقاً مساء يوم العيد، عيدنا، رؤيته وضعت نقطة فوق الحروف، وحجمه ومدّة بقائه في الأجواء بعد المغرب جعلت أولئك «المتفلسفين» يتوارون عن الأنظار في «تويتر».

الأمر في غاية السهولة، ليس بحاجة إلى تعقيد، وكل بلاد لها لجانها الشرعيّة، هي المفوّضة بتحرّي الهلال، ومخوّلة بالاستعانة بما يساعدها على أداء المهمة الموكلة إليها، وكل بلاد لها قناعاتها بحسب ما جرت العادة عندها، فمن يصرّ على أن يرى الهلال بنفسه في النهاية ختم رمضان وعيّد، سواء كان ذلك يوم الجمعة أو يوم السبت، ولم ينقص الناس شيء، لا هم متعجّلون على رحيل الشهر الفضيل، ولا هم متشوّقون إلى العيد ويرغبون في تقدمه 24 ساعة، بل على العكس، الغالبية من المؤمنين يريدون أن يطول رمضان بخيره وبركته وفضله، ولكنها الرؤية الواجبة، هي التي تحكم الجميع، فإن اختلفت المعايير الموضوعة تبقى الأسس المنزّلة في مُحكم التنزيل والمذكورة في السُنّة المباركة ثابتة.

لقد استعنّا بالعلم في كل شيء، وما سمعنا فتوى تقف في وجه العلم، ولا يمكن أن نقف بعد كل هذا التطور الذي شهدته البشرية عند تعريف العين المجرّدة، فالأصل في الرؤية أن تكون من الإنسان، وكما قلت سابقاً، إنّ الرؤية بواسطة أجهزة المراصد تتم من قبل أشخاص درسوا علماً واستعانوا بأجهزة تحسّن الرؤية عندهم، والحكم للعين المجرّدة التي ترى عبرها، أما الحسابات الفلكية، فهي المعين وليس القرار.

هناك من يخلطون السياسة في الأمور الشرعيّة، وهذا شأنهم، فهذه الأمة اعتادت على ذلك، والهلال أحد تلك الأمور، ومع كل اللّغط المشتعل نتيجة خوض الجهلاء في وسائل التواصل في ما لا يعرفون أو يفقهون، نقول لكم إن الثوابت في ديننا راسخة، وإن الاختلافات لا تمس المستقر في النفوس، فالأمة من شرقها إلى غربها عيّدت في نهاية شهر رمضان، وتبادلت التهاني.