إنها ثمار الثقة

صباح الاثنين كانت البلاد كلها على قلب رجل واحد، تتابع وتترقب وترفع أيديها بالدعاء، رجالاً ونساءً، والصغار الذين يرون الفرح في العيون، ويتساءلون عن «سلطان» وعن المركبة الفضائية «دراغون» وموعد وصولها، فهناك ابن لنا، يحمل علم الدولة على كتفه، ويملأ الأرض حباً بإشراقة ابتسامته، الرمز لكل طموح ورغبة في السير عبر الطرق الوعرة للوصول إلى الإنجازات العظيمة.

سلطان النيادي، انطلق من «أم غافة» في أطراف مدينة العين، وذهب بحلمه وعلمه إلى بطن السماء، ليبحث ويدرس، ويتعلم ليضيف إلى خزينة الدولة سجلاً يخدم من سيكملون السير على الطريق، وهو طريق لم يكن مفروشاً بالورود والأمنيات، وقد جاءت المبادرة من قيادة تعرف ماذا تريد ولماذا تريد، قيادة زرعت الثقة بالنفس في قلوبنا جميعاً، منذ الأب المؤسس، فهو الذي دعانا للعلم، وطلب منا أن نتسلح به، وهو الذي شجعنا على العطاء وعدم التردد في إنجاز كل ما يخدم البلاد والعباد، ويسر لنا كل السبل، فتح لنا الأبواب في الداخل والخارج، وترك لنا الاختيار، حتى نعود محصنين ونساهم في استكمال البناء، وما زالت الراية مرفوعة، الإرادة منهج الحياة في عهد محمد، والخطى متسارعة مع «بو راشد» صاحب المبادرات، من أسس «مركز محمد بن راشد للفضاء» قبل أن نفكر في الفضاء، كعادته مد بصره إلى أبعد من مدى النظر، وشاهد ما لا نشاهده، شاهد مسباراً يحمل الأمل يدور حول المريخ، وشاهد رواد الفضاء يجولون من مهمة إلى أخرى.

صباح الاثنين كان مشرقاً، نوره يشع في وجوه أبناء الإمارات، من القادة حفظهم الله والشيوخ الكرام، إلى الناس البسطاء الذين لا يعرفون إلا شيئاً واحداً، وهو أن ابن هذه الأرض عائد بعد رحلة استغرقت ستة أشهر في «محطة فضائية»، وهذا يكفيهم ويزيدهم فخراً، وحتى أهل سلطان، كانوا ينتظرون «فلذة الكبد» بشوق وكأنهم هم الذين كانوا في الفضاء، وكم كانت «أم سلطان» رائعة عندما تحدثت بحكمة «أمهات زمان» وتعبيراتها المفتقدة هذه الأيام، وكم اختصرت دور الأم والأسرة في صنع الرجال.

الأكثر مشاركة