جهلة متجاهلون

أحدهم أراد أن يكون متواجداً، له فترة طويلة في نظره لم يظهر في مواقع التواصل، رغم أنها بضع ساعات، وله فترة لم يحدث ضجة، ولم يسجل «ترند»، ففكر، ثم فكر، ودبر، ثم تبسم، بعد أن تخيل الذين يستفزهم، خاصة أولئك «الذباب» الذين يدقون الطبول قبل أن يسمعوا صوت «المزمار».

تغريدة، فقط لا غير، من بضعة أسطر، على منصة «ايلون ماسك» التي كان اسمها «تويتر» فهاج أصحاب النخوة و«ماجوا»، وتلقفت الألسن المغرد الذي اختفى عن الوجود، غاب وكأنه لم يفعل شيئاً، وترك الساحة لفرق الدفاع والصد والهجوم، وتطايرت الكلمات المسيئة له في البداية، ثم نسي الجميع أمره، وأقحمت الدول في الموضوع، وبدأت البذاءة، وانتقلت من الحسابات الوهمية إلى من يصفون أنفسهم بالمؤثرين والمشاهير، ووصل الجميع إلى مستنقع موحل تفوح منه رائحة العفونة!

ما سبق يحدث باستمرار، وهو أسلوب أشخاص أصبحوا معروفين لدى كل رواد المواقع والمنصات، ولكن الجميع لا يتعلمون، ويساعدون «شواذ التواصل الاجتماعي» للوصول إلى أهدافهم، فتزيد أرقام متابعيهم، ويزداد التفاعل معهم، مع أن أغلب ذلك التفاعل شتائم وكلام جارح، وهذا لا يهم أمثالهم فقد اعتادوا عليه، المهم عندهم هو تحقيق مكاسب شخصية، أما الأضرار العامة فهي لا تعنيهم، لأنها ليست من اختصاصهم، وليست ضمن همومهم، وهنا يكمن الخطر وتتمحور المشكلة!

صاحب التغريدة الذي يثير فتنة بين الأشقاء لا يمكن أن يكون حسن النية، ولا يمكن أن يكون قصده التعبير عن رأي، هذا قد يكون جاهلاً أو متجاهلاً، والجاهل الذي لا يعرف قيمة الكلمة والرأي يجب أن يتوقف عن حماقته، أما المتجاهل فهو بالتأكيد يتعمد أن يثير فتنة لغرض في نفسه، وهنا تكمن الخطورة، وهنا بالذات علينا أن نتوقف عند أصحاب النوايا السيئة من الذين حولوا التواصل الاجتماعي إلى «ساحة مناوشات» قبيحة، يرتزقون منها بوسائل مختلفة!

الأكثر مشاركة