ومن يستحق الشكر من بعد الشكر غيره؟

قيل إنه ضيف شرف في قمة العشرين، فإذا بالقمة تتشرف بوجوده.

هو الرقم الذي يفتح أبواباً كانت مغلقة، وكانت صعبة، وبعيدة المنال في نظر الآخرين، وكم تبدو الأمور سهلة إذا تحدث عنها، وكم هي يسيرة إذا خطط لها.

رؤيته جامعة للعالم كله، إنه يراه شاسعاً يتسع للجميع، ولا يعرف التموضع في الزوايا الضيقة، منطلق في كل الاتجاهات، وموصل للخيوط التي انقطعت، يعيد ترميمها، ويجعل مردودها خيراً يصب في كل البلدان.

اليوم يسجل التاريخ أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وبحضور قادة الدول الأكبر والأقوى اقتصاداً في العالم، وضيوف «قمة العشرين في نيودلهي»، وأمام شعوب العالم بشرقه وغربه وشماله وجنوبه، يقول لشيخنا وقائدنا، رئيس دولتنا، «لولاك ما كنا سنكون هنا»، من بعد شكره ثلاث مرات متتاليات، فالإنجاز الأكبر خلال هذه القمة كان مبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهو إنجاز ليس مثل كل الإنجازات، وما دامت المبادرة من عنده والمتابعة مسؤوليته سيتفاءل الجميع ببدء عملية «ممر ربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا»، والانطلاق في الاتجاهين سيكون من دولة الإمارات، حيث البنية التحتية المتكاملة، وآخرها كانت شبكة السكة الحديد الجاهزة للعمل، والموانئ المنتشرة غرباً وشمالاً وشرقاً، كلها ستكمل بالسفن طريقها نحو الهند، أي أن دولة الإمارات هي قلب ممر ربط الشرق بالغرب، والذي تم الإعلان عنه السبت في نيودلهي، ووجه الرئيس الأمريكي كلمة شكر ثلاثية أتبعها بأهمية وجود سموه لتحقيق هذا الإنجاز.

هذا «بو خالد»، مواقفه تتحدث عنه، ومبادراته بصمة محفورة في الذاكرة البشرية، بوجوده يكون للقمم العالمية هدف ومعنى وغاية، وتحت نظره تنجز المشاريع العملاقة، وهو المتواضع في علاقاته، المقنع بأفكاره.

اللهم احفظه، ويسر له أمره، وأنر طريقه، وزده من فضلك حكمة وسداد رأي.