خائفون على إيراداتهم

هم خائفون على الدخل الذي يصلهم كل عام من وجود الأسماء اللامعة في فرقهم، ولهذا تخلوا عن الروح الرياضية ورفضوا المنافسة الآتية إليهم من بعيد، هم يريدون المليارات تدور في أوروبا، ويريدون الأضواء تسلط عليهم، من أجل الإعلانات وإيرادات البث المباشر وامتلاء المدرجات لمتابعة الأسماء الأكثر شهرة في العالم.

هم خائفون، فانحدار المستوى الفني، وعدم جذب الجماهير، يعني تردد المعلنين، وابتعاد المستثمرين، وحكاية نادي مانشستر يونايتد التي لا تزال معلقة تعطينا مثلاً حياً على حالة الجشع التي تهيمن على الأوروبيين بعد خطوات الاتحاد السعودي لكرة القدم.

فذلك النادي المتأخر منذ سنوات عدة في الترتيب وابتعاده عن البطولات وصل سعره إلى 6 مليارات جنيه إسترليني، وما زالوا يمتنعون عن البيع، يريدون أكثر، ويعتقدون بأنهم قد لا يحصلون على نصف ما طرح عليهم قبل بدء التعاقدات السعودية مع نجوم الأندية الأوروبية، رغم أن الدوري السعودي لا يزال في مرحلة تجربة جديدة، وما دفع في الانتقالات المبرمة خلال الصيف لا تتجاوز سدس ما عرض على مانشستر يونايتد!

خوفهم جعلهم يتحدثون بلهجة فوقية، فيها غرور وتكبر، وفتحوا كل الثغرات التي يستطيعون النفاذ من خلالها، وخلطوا السياسة وحقوق الإنسان بالرياضة، ومارسوا ضغوطاً على لاعبين عدة حتى لا يرحلوا، وكذلك فعلوا مع المدربين، وقد سمعت أحدهم يقول «إن الذين ذهبوا إلى السعودية كان هدفهم المال ليضمنوا حياة مرفهة بعد الاعتزال، والثمن هو نجوميتهم تحت الأضواء الكاشفة في بلاد ما زالت هي صانعة النجوم»، وهذا كلام مردود عليه، فكل من تركوا أندية بلادهم وتعاقدوا مع الأندية الأوروبية كان هدفهم تحسين وضعهم المالي، وأيضاً وضع عائلاتهم، وهذا ليس عيباً، فصاحب الموهبة يستثمر موهبته وينميها، فالعمر في الملاعب قصير، والنجومية الساطعة اليوم قد تأفل غداً، وما دامت إجراءات العرض والطلب ومن بعدها التعاقدات قد تمت حسب القوانين الحاكمة للعبة، فلا لوم ولا عتب على الطالب والمطلوب، فكل طرف يملك إرادة القبول والرفض!

الأكثر مشاركة