يحترق مسجد في السويد بفعل مجهول، وتحترق نسخة من القرآن الكريم على يد «موميكا» من أجل الإقامة والجنسية الأوروبية، ويمزّق المتطرفون في هولندا نسخاً من كتاب الله، وتزداد جذوة النور الربّاني إشراقاً في أرجاء المعمورة، فهذا دين عظيم، يضع الحق في كفّة، والباطل في كفّة أخرى، ولا يستويان، فالحق يظهر على الباطل.
وتلك الأعمال الصبيانية لا يرتكبها غير الجهلة الذين عميت أبصارهم وبصائرهم، فلو نظروا حولهم وتلمّسوا مواقع أقدامهم، لسمعوا الأرض تناديهم، ليروا قلوب المؤمنين تنبض بما حفظت من آيات مباركة استقرت بين ضلوعهم، فهي محفوظة هناك وليس على الورق، وهي مرسومة على الوجوه وتلهج بها الألسن، فهذا دين الإسلام الذي بدأ بالسلام وكلمة «اقرأ» للنبي المختار، رسول اصطفاه ربه من بين البشر أجمعين، وأوحى إليه بكتاب لا يكتبه إنسان، وهو الأمّي، الذي لا يعرف القراءة والكتابة، وحفظه هناك في قلبه وعقله، وخرج من الغار وحيداً يحمل رسالة لم يحملها غيره.
فهي الرسالة الخاتمة، فانطلق ومعه في البداية فقط غلامان ورجل وامرأة، وهو الصادق الأمين، هو محمد، من واجه قوماً كان الشرك عقيدتهم، ويوماً بعد يوم تكبر الدائرة المحيطة به، ويكبر العداء من قومه، فذاق الجوع والتشرّد في الجبال، والهجرة من موطنه، فإذا بالأربعة يصبحون آلافاً، والآية تصبح كتاباً، والبشر يعبرون أبواب الظلام إلى النور، والأمة، أمة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، تمتد في كل البقاع حاملة الأمانة، سائرة معها، حامية لها، ومطمئنة وهي تسمع كل حرف وكلمة وآية وسورة وردت في ثناياها من العزيز المجيد.
المسجد الذي احترق، سيبنى مكانه وفي أماكن أخرى في الغرب أو الشرق أو الجنوب ألف مسجد، والمصحف الذي أُحرق أو مُزِّقت أوراقه سترسل ملايين النسخ منه إلى بلاد التشدّد والتطرّف، فالنور ما زال يشع، وسيبقى كذلك حتى تحين الساعة.