مسيرة شائكة

هو سؤال اختتمت به حديث الأمس، ويمكن أن يكون استفساراً خطر على بالي، فالديمقراطية الأمريكية لها سوابق لا تنسى، غير تلك التي ذكرتها عن الرئيس جون كينيدي وشقيقه المترشح للرئاسة روبرت، والد آخر المترشحين من العائلة التي تستحق أن يقال إنها منكوبة، فالأخ الثالث الذي توفي قبل سنوات قليلة، كان له طموح سياسي كبير، بدأ بعد رحيل أخويه بعضوية مجلس النواب فنجح، لأنه يملك قاعدة شعبية ورثها من الذين سبقوه من العائلة، وعندما بدأت الأنظار تلتفت إليه أصبح أدوارد كينيدي هدفاً، وبسرعة أحرقت أوراقه في حادث السقوط بسيارته في بحيرة، وغرق سكرتيرته!

لهذا سألت إن كان روبرت كينيدي الابن سيصل إلى خط النهاية، إلى نوفمبر 2024، وهو لايزال مرشحاً مستقلاً في سباق الانتخابات الرئاسية الماراثونية، فهذا المندفع بخلفيته التاريخية عبث بعش الدبابير في بيانه، وهو على دراية تامة بأن «الدبابير» تهاجم من يعبث بعشها من كل الاتجاهات، ولا ترحمه، وقد زاد عددهم عن ستينيات القرن الماضي، وأصبحوا أكثر قوة، وما عليه إلا أن يتذكر عمه والملفات التي كانت مفتوحة أمامه، وخاصة ملف الأسلحة المطلوبة لحرب فيتنام، والتي وقعت فور أداء خلفه اليمين يوم مقتله، وأن يتذكر ما كانت «اللوبيات» تخشاه من فوز أبيه بالرئاسة، وعنده أمثلة أخرى، أهمها محاولة ريتشارد نيكسون في الولاية الثانية استثمار حرب 1973 لعقد صلح دائم في الشرق الأوسط، فأخرج من البيت الأبيض ذليلاً منكسراً يجر أذيال فضيحة «ووترجيت» التي أعدت بدقة متناهية، ومن بعده بيل كلينتون المندفع خلف إنجاز تاريخي للمشكلة الفلسطينية، وكانت «مونيكا» جاهزة، وكان عار أفعاله يلاحقه، وعندما غير اتجاهه ترك في منصبه بغرض إتمام المدة!

ونذكر عله يتذكر بأن هيلاري كلينتون أيضاً تم إسقاطها في حزبه الديمقراطي لأنها أرادت أن تنافس المرشح المتفق عليه، وهو باراك أوباما، من خلال قضية البريد الإلكتروني، وأمامه الآن دونالد ترامب الذي تطارده العجائز ومن ورائها مراكز القوة!

فهل يكمل روبرت كينيدي الابن مسيرته الانتخابية الشائكة؟!

 

الأكثر مشاركة