ثلث العالم اجتمع في الرياض، يوم الأول من أمس، وخرج ببيان موحد، يعبر عن رأي أمة، وهي أمة الإسلام، فالإسلام ليس «داعش» أو «حماس» أو «القاعدة» أو «الإخوان»، الإسلام امتداد من قلب أفريقيا إلى أقصى شرق آسياً، وأجزاء من أوروبا، وقد قال كلمته التي أراد أن يوصلها إلى من تجاوزوا إنسانيتهم، وداسوا المواثيق الدولية.

ولو كان هناك عاقل حكيم قادر على قراءة المستقبل بفكر السياسي المحنك، لتوقف المندفع والتابع والمساند عن الاستمرار في حرب إزالة غزة من الوجود.

بالأمس، كان ثلثي العالم قد صوتوا ضد العدوان غير المبرر، والمفرط في وحشيته وأهدافه، عندما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد ما تفعله إسرائيل في غزة، حيث لا «فيتو» ولا تعطيل للقانون الدولي، ولا تجاوز للإنسانية، ولا ذرائع تسند الباطل القائم على البطش.

يوماً تلو يوم، تسقط حجة «الدفاع عن النفس»، التي قدمها جو بايدن لحكومة نتنياهو، وتراجع التأييد الذي حصل عليه الإسرائيليون في الأيام الأولى اللاحقة لهجوم «حماس» على مستوطنات غلاف غزة، وأوروبا أكبر مثال على ذلك، فقد انقلبت من التأييد الكامل، إلى الاعتراض دون تحفظ، وكان آخرها موقف الرئيس الفرنسي، الذي اختصر لقاءه التلفزيوني بالقول «يستحيل أن نشرح أننا نريد مكافحة الإرهاب من خلال قتل أبرياء».

شوارع الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، تحتشد يومياً بالرافضين لما يحدث في غزة من جرائم إنسانية، ولم تنفع التهديدات، والاعتقالات في بعضها، وتعطيل القطارات والحافلات في البعض الآخر، أقول لكم، لم تنفع في وقف عشرات الآلاف من التعبير عن رفضهم لمساندة بلادهم للعدوان، ولندن كانت الأكثر تفاعلاً يوم السبت، رغم أن موقف «سوناك» ما زال مؤيداً للعدوان، أما بايدن، فإنه لا يزال يتحدث عن المدنيين باستحياء!

قادة الدول وممثلوهم الذين اجتمعوا في الرياض، أوصلوا رسالة مهمة للآخرين، وقد تكون أهم من البيان الصادر عن القمة، وهي أن هذه الأمة موجودة، وتمثل ثقلاً دولياً لا يمكن تجاوزه، وعلى المعتدي ومن معه أن ينتبهوا.