مرة ثانية، لا، بل عاشرة، يصحح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي كلام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وكأن الرئيس هو التابع لإدارته وليس العكس!

ومن هذا المنطلق نرى غطرسة نتانياهو وتكبره على الجميع، فالطفل المدلل إذا زادت جرعات تدليله فلت وصعبت السيطرة عليه، وحتى يعود إلى رشده يحتاج إلى هزة قوية، قد تكون ضمن توبيخ وتحذير، وقد تكون من خلال عقوبة على أفعاله، وهذه لن تأتي من بايدن وفريقه المنحاز.

وسواء وافق نتانياهو على مقترحات الهدنة المطروحة لتخفيف معاناة غزة وأهلها أو لم يوافق فإن هناك خطوات وقرارات يجب أن تفرض، أولها وقف إطلاق النار في غزة خلال الهدنة المقترحة، وثانيها توقف قوات الأمن والجيش الإسرائيلي عن اقتحام مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية فوراً، وثالثها رفع الأسلاك الشائكة عن مداخل وأسوار المسجد الأقصى، والسماح لجميع المصلين بالوصول إليه للصلاة.

وإلغاء قرارات توسيع مستوطنات الضفة، وبناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة للمستوطنين، والسماح للمساعدات الإنسانية بالتدفق دون تعطيل، براً وبحراً وجواً، وعودة سكان شمال غزة إلى مناطقهم، وفك الحصار، وسحب القوات الهجومية عن حدود رفح، وعدم العودة بعد الهدنة المعلنة إلى الحرب.

ذلك ما يحتاج نتانياهو إلى سماعه، ليس من بايدن، بل من كل الذين ضرب بوساطتهم ومطالبهم عرض الحائط، إنه بحاجة إلى هزة قوية تعيده إلى صوابه، ليعلم بأنه ليس المتفرد بالقرار، وليس المتحكم الوحيد بالأمور، فهناك أوراق كثيرة بيد غيره، ولأن غيره عقلاء، غير مندفعين، فهذا لا يعني أنهم لن يستخدموا إجراءات هم أصحابها، ولا يعني أن حبل الصبر الذي يمدونه لا حدود له!

ترى كيف سيكون وضع نتانياهو إذا لم يفق؟

إنها النهاية، لو جمدت الاتفاقات والعلاقات، وقطعت الوساطات والاتصالات، ورفع الجميع أيديهم، ما عدا بايدن وإدارته، دون أدنى شك سيكون رحيل نتانياهو وقتها هو الحل الإسرائيلي!