لن يسكت أهل الباطل

هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، عشرات الحركات والدعوات خرجت على إجماع هذه الأمة طوال 15 قرناً، أولها «أهل الردة» بعد وفاة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، ثم «أدعياء النبوة»، الذين اعتقدوا أن الفرصة أصبحت مواتية لهم، ومثل ما خرجت اختفت، ولكن الفكر الشيطاني لم يتوقف طوال السنين والأزمان.

في كل عهد كان هناك فئة تنشر الباطل، هدفها إضعاف دين الحق، ومحاربة ثوابته، وكان أهل الحق لهم بالمرصاد، علماء وفقهاء وقادة تصدوا لهم، وتداركوا دسائسهم، ومسحت أفعالهم وأفكارهم من ذاكرة الأمة، وهم كثر لا يتسع المكان إلى ذكرهم، لهذا سنتحدث فقط عن الذين ظهروا في القرن العشرين وحتى الآن، فهؤلاء يشكلون أدوات الفتنة التي حوربنا بها من الغزو الغربي عندما احتلوا أغلب بلاد المسلمين، ولا يزالون يحاولون بعد أن غيروا جلدهم، وحملوا عناوين تتلاعب بالمشاعر والعواطف، وفي أحيان كثيرة بالجهل والغباء عند ضعاف النفوس!

ومن أخطر من أنتجه الانفتاح في القرن العشرين هم الفئة التي خرجت في بلاد المسلمين منادية بالإلحاد، وكان الاستعمار يدعمها في هذه البلاد، وفي الوقت نفسه يحاربها في بلاده، وشجعوا الدارسين في جامعاتهم على الكفر، وأسسوا أحزاباً شيوعية، كان مصيرها في كل الدول العربية والإسلامية التصفية أو الانزواء، ثم الذوبان مرة أخرى في مجتمعاتهم.

ولم ينسَ أهل الباطل إنتاج نسخ لأولئك الذين سبقوهم قبل مئات السنين، وظهرت أحزاب وحركات وجماعات من تحت «جلابيب» الدعاة ومن كانوا يحسبون على الفقهاء، وكان «إخوان حسن البنا» أكبرهم وأكثرهم تدميراً، فقد أجادوا التستر خلف المظهر الدعوي الإصلاحي، وخداع الناس، وقبلهم حكام دول كثيرة.

وفي العقود الثلاثة الأخيرة بدأت تتشكل فئة جديدة، وهي فئة التشكيك في الثوابت الدينية، والطعن في الرموز، وإطلاق الدعوات لإعادة النظر في أسلوب حياتنا وقناعاتنا، تحت اسم التجديد في مصادر ديننا، يعيشون على تمويل من منظمات أوروبية مشبوهة، وهم سعداء بما يثيرونه من جدل، ويعتبرون ذلك تأثيراً!

ولاحقاً سنتحدث عن آخر هذه الفئات التي أعلن عن تكوينها مؤخراً في مصر لتصحيح الفكر العربي كما يدعي أصحابها.