الحماية قبل السلام

غزة ليست بحاجة إلى قوات حفظ سلام، وخاصة إذا كانت هذه القوات تحت قيادة الولايات المتحدة، إنها بحاجة إلى قوات حماية دولية، تقف في الخطوط المواجهة لقوات الغزو الإسرائيلي، ومن خلفها يعيش 2 مليون مواطن أعزل في أمان، وتتوقف الدبابات عن اجتياح المناطق حسب خطط نتانياهو الممنهجة.

قوات حماية توقف العدوان، وتجبر المنفلتين على العودة إلى قواعدهم، بعيداً عن غزة، وتكون مسؤولة عن إخراج المحتلين، وتشرف بشكل مباشر مع منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة على إيصال المساعدات، دون أي تدخل من أطراف النزاع، وتسلم معبر رفح، ولا تسمح لجماعات هنية بالعودة وإيذاء السكان.

ذلك ما تريده غزة، لأنها لا تخوض حرباً ضد الجيش الإسرائيلي، بل تتعرض لاحتلال إسرائيلي جديد هو مقدمة لخطط الضم، وغير ذلك من الأفكار والمقترحات يعتبر مضيعة للوقت، ومشاركة في الجريمة المرتكبة، وخروجاً على العهود والاتفاقات المبرمة في «أوسلو» مع الفلسطينيين، وشهادة المتنصلين، وأولهم الأمريكان.

إن الفشل الذريع للأمم المتحدة ومجلس أمنها في أزمة غزة ينزع عنها الشرعية، فالعاجز لا يمكن أن يكون ملاذاً للمظلوم، والمنظمة الجامعة لدول العالم، والتي يفترض فيها أن تكون مانعة لتسلط القوي على الضعيف، وحامية للبشر دون تمييز، عندما تقف عاجزة حتى عن تفسير مسميات الجرائم التي ترتكب في غزة، ويفشل مجلس أمنها في اتخاذ قرار واحد يطلب فيه من نتانياهو التوقف الفوري عن جرائمه، وتطرد منظماتها الإغاثية حتى لا تكون شاهداً على تلك الجرائم، ويقتل متطوعوها دون إدانة، وتسرق أو تحرق مساعداتها الإنسانية، مثل هذه المنظمة الدولية تكون عندما تصل إلى هذا الوضع فاقدة لثقة العالم، وينظر إليها بنظرة شك لأنها أصبحت أسيرة في يد دولة واحدة، وللأسف هذه الدولة تؤكد يومياً بأنها تقف إلى صف الدولة الغاشمة.