هذا يقتُل وذاك يعُد

مشهد يعاد مرات ومرات، كأنه فيلم عربي قديم، أو هندي طويل، هذا يغير حرفاً، وذاك ينسى كلمة، وهذا لا يعجبه الأداء، وذاك يريد الصورة الأجمل والأفضل عند العرض.

استهتار، ومماطلة، دون أدنى اكتراث بما يحدث، فالضحايا ليسوا منهم، وأهلهم سيبكون يوماً أو اثنين، ثم يعودوا إلى حياتهم الطبيعية، سواء كانوا في مخيم أو في العراء، وسواء كانوا أسرى أو نزلاء في الفنادق، كلهم سواء، ومعهم أولئك المحتجزين المخطوفين والمعتقلين أمام أنظار أطفالهم، من ينتظرون الصفقة، وعندما تكون الصفقات بين عصابات، لا تبرم قبل أن يرتوي قادتها بالدم المسال!.

يقولون بأن حكومة نتانياهو أرسلت نصاً جديداً إلى الوسطاء، تقبل فيه بعض مطالب حماس، وتؤجل البعض الآخر، تتركه معلقاً، ضمن وعد بالنظر فيه، وبكل بساطة، سيرد ذلك المقيم في المنتجع بالرفض، وتتكرر الأقاويل المسربة، وتتضارب المعلومات، ونتانياهو مستمر في اجتياح ما تبقى من غزة، وكل يوم يرتكب مجزرة، ورئيس الولايات المتحدة يسأله، هل كان رحيماً في القتل؟.

ونسأل عن حماس، وعن هدفها من كل الذي يحدث في غزة، ونعلم علم اليقين بأنها لن ترد على تساؤلنا، وهي التي غامرت بحياة مليوني شخص، حتى تتصدر المشهد، ليس بين قادتها من يجرؤ على قول الحقيقة، لأنهم قادة من ورق، أشعلوا فتيل الحرب، وهربوا من الميدان، لعلمهم بأن من يديرون حكومة إسرائيل مجرمون متطرفون، بحوزتهم أسلحة مدمرة، وقد دمرت غزة عن بكرة أبيها، وهم آمنون مطمئنون، يفاوضون ويتلاعبون بالوقت، وبالأرواح التي يحصون أعدادها كل يوم!.

حماس لا تملك غير ورقة واحدة، وهي غير مستحبة، بل يستنكرها الصديق قبل العدو، فالأبرياء من المدنيين لا يستخدمون للمساومة، أما نتانياهو، فمثله لا يلتفت إلى سلامة هؤلاء، ولا ينتظر عودتهم، بل لا يمانع في التضحية بهم، فقد فرشت له كل طرق غزة التي استقبلت قواته دون مقاومة تذكر.

 

الأكثر مشاركة