الأفعى تنفث سماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تخجل من نفسها نيكي هيلي، تلك التي حتى قبل أسابيع كانت تحلم بأن يتم اختيارها من الحزب الجمهوري مرشحة لانتخابات الرئاسة القادمة، حاكمة الولاية وسفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، والتي استخدمت آخر أوراقها للفوز بالترشح بمدح إسرائيل وجرائمها، وأعلنت علناً بأنها ستساندها إذا أصبحت رئيسة، وقد كافأها أتباع الحزب بما تستحق، ورفض دعمها، لتسقط في أغلب الولايات، وتضطر للانسحاب من السباق مع دونالد ترامب، الذي لم تترك كلمة سيئة لم تقلها في حقه، ولم تدعُ مؤيديها للتصويت له عند الاقتراع الرسمي في الخامس من نوفمبر، وبعد أن أفاقت من آثار صدمة السقوط المدوي، جربت أسلوباً جديداً مع ترامب، وسربت رسائل عديدة حول احتمال اختيارها لمنصب نائب الرئيس، ومع مَنْ؟ مع ترامب، وهو لا يحتاج إلى «لسان طويل»، أو كلمات جارحة وخارجة تكتب له، ولقنها درساً في الأصول وحفظ ماء الوجه، وأغلق الأبواب في وجهها، رغم إعلانها أنها ستصوت له يوم الانتخابات!.

تلك الباحثة عما لا تستحق، ذهبت إلى «وكر» التآمر ورسم الخرائط، وتوزيع المناصب، كما يحلو لأمثالها الاعتقاد إلى درجة اليقين، ودون أدنى حياء، قالت ما قالت، وفعلت ما فعلت، على أبواب غزة الجريحة المثكولة بضحاياها، الذين قضى عليهم نتانياهو وأعوانه من المتطرفين العنصريين، فأضافت لهم شخصية هزلية متسولة للتأييد والدعم، حتى لو خاضت في بحر من دماء الأبرياء، أولئك الذين اختارت أن يتضاعف عددهم، وهي تكتب على القذائف القاتلة رسالتها المزينة بقلب، وتوقيع عبارة «أجهزوا عليهم».

ألا بئساً للمناصب والسياسة، عندما تكون الأرواح البريئة ثمناً لها، وبئساً لأمثال «نيكي هيلي»، عندما تسمح لنفسها بأن تخضع لمجرمي الحرب، وأن تنادي بالإبادة لجيل فلسطيني تدعي أنه يتبع حماس، وبئساً لحضارة جاءت منها هذه الأفعى التي نفثت سماً.

 

Email