ذلك المتطرف المدعو «بن غفير»، يدور على نفسه وكأن خلية نحل كاملة لسعته، ثم يجول في الشوارع، منادياً من هم على شاكلته إلى الاستمرار في القتل والتدمير بعد التجويع والترهيب.
لا يريد سلاماً، ولا يقبل بوقف إطلاق النار، ولا يفكر في الرهائن، ويضع شروطاً على مقاسه، فإذا خالفه رئيس وزرائه سيسقط الحكومة، وإن سقطت ذهب نتانياهو إلى السجن.
هكذا قال منذ أن سمع بمقترحات الرئيس الأمريكي، وهو وزير للأمن الوطني، هدّد وحرّض وتوعّد، ولم يكترث لأحد، لأنه من الطرف الآخر، من أولئك الذين يرون أن الفرصة أصبحت مواتية لضم غزة، فالسلطات هناك حالياً بيد الجيش الإسرائيلي وقوى الأمن التابعة له، ولم يبق مكان خارج سلطتهم، وقد ذكر ذلك عدة مرات خلال الأزمة الحالية، ولن يتساهل مع من يعبث بخطة المتطرفين من أصحاب الفكر العنصري، سواء كان نتانياهو أو بايدن.
أمثال «بن غفير» ليسوا سياسيين، لا يأخذون شيئاً ويتركون أشياء أخرى خلفهم، هم يريدون كل شيء، ولا تهمهم الوسائل التي توصلهم إلى غاياتهم، وهذا المشهد ماثل أمامنا في غزة، متى كان التدمير مطلوباً لإحداث الرعب دمروا، ومتى كان القتل الجماعي هدفاً يحقق لهم مكاسب قتلوا، ومتى أرادوا تجويع مليوني شخص أوقفوا المساعدات، والحجج جاهزة لديهم، ولا يخشون من الآخرين، فهم أصحاب «الفيتو»!.
اتسعت الفجوة ما بين الفكر العنصري المتطرف وأصحاب نظريات الاندماج والاحتواء، المسافات أصبحت بعيدة، وكل طرف يسلك طريقاً مخالفاً للطريق الآخر، وقد يشعر المتطرفون من أمثال «بن غفير» و«سموتريتش» أن كفتهم راجحة، وما هم كذلك، ولو كانت الأرض التي يقفون عليها تتكلم لقالت لهم ودون تردد «إن فلسطين تنهض بعد كل مأساة وهي أكثر قوة»، فهي أرض أبدية كتب عليها أن تكون هدفاً للغزاة، وفي ذات الوقت تكون مقبرة لهم.