دم الضحايا في رقابهم

ما حدث في مخيم النصيرات وصمة عار في جبين كل قادة حماس، وكل من يقول بأن الإخوان يقاومون جيش الاحتلال في فلسطين.

قتل في ذلك المخيم 210 أشخاص، وجرح أكثر من 400 شخص، وفك الجيش الإسرائيلي أسر أربعة من رهائن حماس كانوا في منزل وسط حي من أحياء المخيم، ولم يفكر مدعو البطولات، المقاومون الأشاوس، في الأبرياء الذين جعلوهم دروعاً بشرية تخفي الأسرى والآسرين، من استرخصوا دماءهم وأرواحهم وقدموهم لقمة سائغة لمن لا يعرفون رحمة أو حرصاً على حياة البشر.

هكذا هم من لا يؤمنون بالأوطان، ولا يخافون على مواطنيهم، ثقافتهم التي جعلوها دستوراً تدعوهم إلى ذلك، وحماس عضو تشرب تلك الثقافة، وسار على ذلك الدستور، ويكفينا أن نستذكر أيام انقلابهم على السلطة الفلسطينية في غزة، وكيف أعدموا كل من وقع بين أيديهم من أمن وشرطة في الشوارع، وكيف طاردوا أتباع حركة فتح، وألقوا بهم من فوق أسطح المباني وهم أحياء، مثل هؤلاء ليسوا أتباعاً لفصيل فلسطيني، وليسوا تنظيماً إسلامياً يقاوم الاحتلال الإسرائيلي، بل هم جزء لا يتجزأ من ذلك التنظيم الدولي السري الذي يتاجر باسم الدين، والدين بريء منهم ومن دعوتهم، فما هم إلا خدام لمن صنعوهم، ولمن يدفعون لهم، يؤمرون فينفذون صاغرين، ما دامت الأجرة تصلهم، واستثماراتهم في أوروبا وإفريقيا تكبر بما يقبضون من المليارات!.

لو كانوا شرفاء، ولديهم ذرة من الضمير الإنساني العربي الإسلامي، ما جعلوا المدنيين الغافلين الذين يبحثون عن قوت يومهم، هم وأطفالهم ونساؤهم، والعجزة من الآباء والأمهات، ما كانوا جعلوهم هدفاً لمدفعية مجرمي الحرب وصواريخهم، وما ضحوا بهذا الكم من أبناء غزة من أجل أربعة أسرى كانوا يساومون عليهم.

الشرف هبة من الله، وليس ادعاء مجموعة من المتحزبين المتدثرين بأردية لم ولن تكون هي أرديتهم، وما حدث في النصيرات شهادة موت للمخادعين الهاربين من غزة، ودم الضحايا في رقابهم إلى يوم الدين.