بايدن ينسحب

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي بضعة أيام، وقد تكون ساعات قليلة، فلحظة الحسم قد حانت، والرحيل أصبح الخيار الأنسب، للبشرية جمعاء وليس للولايات المتحدة فقط.

جو بايدن لا يستطيع أن يواجه التيار المضاد، فهو تيار جارف يسحب معه الجميع، كل الذين ساندوه، وكل الذين أيدوه، وكل الذين وثقوا به، لم يعد معه إلا قلة لا يعدون على أصابع اليد الواحدة، زوجة وأبناء وأحفاد وثلة منتفعة، وهؤلاء لا ينظرون إلى الواقع المرير بقدر نظرهم إلى الجانب العاطفي المسيطر على موقفهم، وبلاد بحجم الولايات المتحدة ومكانتها إذا حكمّت العاطفة ضاعت وأضاعت!

أعتقد، بل أجزم، بأن خطاب انسحاب جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية قد كتب، وهذه قناعة تفرضها مجريات الأحداث، وتؤكدها مؤشرات لا يمكن الاستهانة بها، وآخرها «كورونا»، الوباء الذي حبس الناس وأرعبهم قرابة العامين، والذي اختفى وكدنا أن ننساه منذ عامين أيضاً، فقد ظهر فجأة في البيت الأبيض، ولم يختر غير بايدن، الرئيس المنشغل بحملته الانتخابية.

والذي لا يزال مصراً على خوض الانتخابات الرئاسية وعلى ما يبدو كانت «كورونا» الذريعة المنتظرة بعد أن ضاقت الحلقة وأصبح الحسم واجباً وليس خياراً أمام الحزب الديمقراطي، خاصة مع انضمام قادة الحزب من النواب إلى المنادين بإفساح الطريق لمنافس يرقى إلى مستوى دونالد ترامب!

ألغيت برامج الحملة الانتخابية لبايدن، وتغيرت مواقف المترددين، وبدأ موقف الرئيس يضعف، وأصبحت كلمة الانسحاب هي المتداولة، ولم تعد هناك أيام قابلة للتفكير والنقاش، فما هي إلا 106 أيام تفصلهم عن صناديق الاقتراع، وكل يوم منها سيمر وسط هذا التردد يعني التراجع إلى الوراء أكثر، ولن ينفع «الترقيع» لاحقاً.

الرصاصة الطائشة أحدثت دوياً أيقظ الديمقراطيين، وأولهم جو بايدن الذي يستعد للرحيل.

Email