إلى أين يريد أن يصل بنيامين نتانياهو؟
هذا سؤال موجه إلى الشخص المعني، رئيس وزراء إسرائيل، بمناسبة إتمامه الشهر العاشر من الحرب غير المتكافئة، والتي استخدمت خلالها كل أنواع «الأسلحة القذرة»، وبعد أن قتل بها 40 ألف مواطن غزاوي، بينهم ما لا يقل عن 10 آلاف طفل، ودمر القطاع بأكمله، وانتقل إلى الخارج ليغتال شخصيات يعتقد أن رحيلها سيسهل مهمته، ولكنه ما زال يدور حول نفسه، فالنصر الذي يبحث عنه ما زال بعيداً، ولم تنفعه الآلة العسكرية التي يتفاخر بها، يوماً بعد يوم تغوص أرجل قواته في الوحل، رغم عدم وجود جيش يواجهها، وكأنهم يقاتلون أنفسهم، ففي غزة بقايا ميليشيا ممزقة الأوصال، يقودها جبناء هاربون لم يجدوا الأمان عند من يقبلون أيديهم.
هذا السؤال رددته بعد سماعي لنتانياهو يقول وبكل ما بداخله من تكبر وغطرسة: «لقد خضنا المواجهات على ثلاث جبهات هذا الأسبوع»، وكان ذلك بعد اغتيال هنية في معسكر الحرس الثوري الإيراني بطهران، وقبله بساعات تصفية أحد مساعدي نصر الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، وإنجاز عملية تدمير «خانيونس» بمخيماتها ومدارسها.
هل تقدم نتانياهو شبراً واحداً نحو النصر الذي ينشده؟
بالتأكيد لا، وألف لا، فهو ما زال يدور حول نفسه، وطوق النجاة الذي كان يمكن أن يحفظ به ماء وجهه سحب من أمامه، وما عادت هناك مفاوضات، فقد مل الوسطاء من المراوغات، ويئس الصديق قبل العدو من مجرد محاولة التوسط أو تقديم النصيحة، وتأكد الجميع أن نتانياهو غير قابل للتكيف مع الواقع، فهو ما زال يحلم بمخطط وهمي وضعه مزورو التاريخ.
نتانياهو لن يصل إلى أي مكان، هذه هي الإجابة التي يجب أن يسمعها، غزة التي يدمرها اليوم هي غزة التي هرب منها أسلافه، ولبنان الذي يهدده بالاجتياح هو نفسه لبنان، الذي هرب منه جيشه في جنح الظلام، أما طريق السلام الذي كان ممهداً فقد تراكمت فوقه أحمال ثقيلة عطلت مساره منذ أن تبع المتطرفين.