اعتقدوا بأن الفرصة أصبحت سانحة لهم، فالأنظار متجهة نحو غزة و«تمثيليات» حسن نصر الله، فتحركت ثلة من حثالة الأرض المتجمعة في المستوطنات، واصطفت خلف ذلك المتطرف العابث المحتل لأرض ليست أرضه، وقرروا أن يغيروا التاريخ، ويبطلوا المعتقدات ليمرروا أكاذيب الذين يحلمون بخرافات لقنهم إياها الواهمون!
الوزير الإسرائيلي بن غفير ترك رئيسه يعبث كما يشاء في غزة، وذهب هو في اتجاه آخر، ظناً منه أنه نصيبه من صفقة إطالة عمر نتانياهو السياسي، وبدأ يتلاعب عند المسجد الأقصى، مرة باقتحام، ومرة أخرى بالصلاة مع أتباعه في ساحة المسجد، حتى تأكد من عجز حكومته تجاه تصرفاته، خوفاً من سقوطها، وخرج بذلك التصريح حول بناء «كنيس» يهودي في الأقصى المبارك، وكأنه يستبق أي اتفاق لإنهاء الحرب، لأنها إذا انتهت ستنتهي الفوضى، التي يقتات منها!
وغاب عن بال بن غفير ومن هم على شاكلته أن الأقصى هو خط النهاية، ومن يسأل أي نوع هي النهاية؟ سنقول له ضع كل «السيناريوهات» التي يمكن أن تخطر على بالك، فالنهاية تعني النهاية، فقد تكون نهاية مرحلة من المراحل، وقد تكون نهاية حقبة من الزمان، أو تكون نهاية مسيرة قرن تغول فيه من عاشوا الذلة في أوروبا، وغيرها من البلاد.
فالأقصى هو النقطة التي ستأتي في آخر السطر، ومن بعده لا ينفع الكلام، ولا يفيد التراجع أو الهروب إلى الأمام، عنده تتحطم كل الأحلام، أحلام الغزاة الغاصبين، وقد سجل التاريخ الغربي الأسود انكسار إمبراطوريات عظمى عند أسوار القدس، والأرض المباركة التي تحيط بالأقصى، أقول إمبراطوريات عظمى حتى يسمع ذلك «المنفلت من عقاله»، ويعي بأن الفارق كبير بينها وبين دولته!
هذا الأقصى فاحذروه، وابتعدوا عنه، ولا تأخذكم العزة بالإثم، ولا تغرنكم أسلحة بايدن و«طبطبة» شولتز.
هذا الأقصى نقطة اللاعودة، ولحظة كتابة النهاية.