العيد والأول من أبريل

هذه أيام مباركة، أيام عيد تحتفل بها الأمة مع نهاية الشهر الفضيل، فيها نتناسى كل شيء، أحزاننا ومآسينا، وكوارث تحيط بنا، نتبادل التهاني، ونشد على الأيدي، نواسي المكلوم، ونبارك للسعيد، ونتمنى أن يكون القادم أفضل، ولا ننسى الشكر، شكر رب العزة، على نعمه التي أنعم بها علينا، في ديارنا، ونرفع الدعاء إليه سبحانه تعالى شأنه، بأن يحفظ لنا من حملوا الأمانة وأوفوا بما عاهدوا الله عليه، وصانوا أوطانهم، ووفروا الحياة الكريمة لشعوبهم، وحموا أرضهم، أولياء الأمر، قادتنا، من تعلمنا منهم الإخلاص والعطاء والوفاء، وندعو لهم بأن يجزهم عنا كل خير، وأن يرعاهم بعينه التي لا تنام، وأن يهبهم القوة والحكمة، وأن يبعد عنهم كل شر ويحميهم من أهل السوء.

عيدكم مبارك أيها الأحبة، بعد انقطاع طال قليلاً لم أجد أفضل من هذا اليوم للعودة، فالقلم ما زال صالحاً للكتابة، حبره يسيل، والأصابع قادرة على حمله، والذاكرة تلح، لا تريد أن تنسى أن مثل هذا اليوم لا يتكرر، فهو يجمع ما لم أشهده من قبل، يوم عيد الفطر المبارك، وذكرى اليوم الأول لرحلة 50 عاماً في «بلاط» مهنة هي «أم المهن»، حسب قناعتي الشخصية، هي الصحافة، وما أدراكم ما هي الصحافة، إنها العشق والحب والانتماء والفرح والحزن والابتلاء والحرمان والفخر والاعتزاز والإصرار، وهي الارتباط الأبدي.

اليوم، الأول من أبريل «يوم الكذبة» كما يسمونه، في العالم كله ينتظره من يحبون المقالب و«المزاح الثقيل»، وقد خالفتهم منذ الأول من أبريل 1976، وهو أول يوم عمل لي في ذلك البلاط الذي لم يكن مفروشاً بالسجاد الأحمر، لأنه كان ولا يزال بالنسبة لي هو يوم ميلادي الآخر، منه بدأت، ومنه أعاود الكتابة لأكمل السنة الأخيرة من نصف قرن في يومها الأول، فهو اليوم الأكثر صدقاً في حياتي.

نسأل الله، وهو السميع المجيب، أن يجعل كل أيامنا أعياداً يملؤها الفرح والسرور.