ما هذا إلا زبد يطير في الهواء فيختفي، يصبح هباءً منثوراً، مثله مثل كل دسيسة اعتاد إخوان الشر والدمار أن يطلقوها، معتقدين بذلك المثل الذي يقول إن الإشاعة والكذبة إذا لم تنجح ستحدث ضجة، وستعيد إليهم لحظة من اللحظات التي يبحثون عنها، فهم في ضعف لا يحسدون عليه، أوصالهم تقطعت، وألسنتهم اعوجت، وبات الفشل ملازماً لكل حملاتهم الحاقدة.
السودان ليس حفنة من الأشخاص، وليس فئة منحرفة وشاذة، السودان شعب أصيل، محب ووفي لأرضه، وصادق مع ربه، تكالبت عليه قوى الشر، من أصحاب المصالح والباحثين عن السلطة بأي ثمن، ومن ارتدوا أغطية دينية ليهدموا قيماً لمجتمعات آمنة ومتآلفة، فنشروا الموت في كل مكان، ونثروا الفساد وها هم يحصدون ثماره.
الإخوان، خوارج هذا الزمان، يعرفون من وقف في وجوههم بعد الفوضى العربية الموجهة من الخارج، من الأغراب الذين لا يريدون خيراً لهذه الأمة، وكل غايتهم أن نكون ضعفاء ومشتتين، وكادوا أن ينجحوا بعد أن اختاروا الفئة التي شكلتها نظرة عنصرية تبحث عن سلطة مطلقة، حتى لو تمت إبادة نصف شعوبها، فجاء الرفض من هنا، من هذه الأرض، من الإمارات وقائدها الذي أنهى الحلم الإخواني، ولم تبق منهم غير شراذم متناثرة تحاول أن تلم شملها في مكان ما.
واختاروا السودان، ووجدوا مجموعة طامعة تقبل بأن تكون جسراً يعبرون من فوقه، والمشتتون وجدوا حضناً لدى «دول الابتزاز» الأجنبي، يستخدمونهم متى أرادوا، ويخرسونهم متى شاءوا، وهؤلاء فكت قيودهم هذه الأيام، فانطلقوا ليمارسوا ما يجيدونه، وهو الكذب وإطلاق الإشاعات، وتزوير الحقائق، من خلال وسائل إعلام تابعة للتنظيم الدولي للإخوان، ولن ينفعهم ما يفعلون، فالحقيقة هي التي تتحدث اليوم في السودان، وفي معسكرات اللاجئين السودانيين في تشاد وأوغندا ودولة جنوب السودان، وهي مستمرة، فاليد الكريمة لا تُغل ولا تسحب، ومن يقف مع شقيقه لا ينتظر الشكر من ناكر الجميل.