نعم، نحن متفائلون، فكل خطوة الهدف منها تقريب وجهات النظر، وإحلال التوافق، تجعلنا سعداء مستبشرين بالخير.
مفاوضات الولايات المتحدة وإيران تدعونا إلى الاعتقاد بأن منطقتنا مقبلة على مرحلة جديدة، تخفف عنها التوترات المصطنعة، وتبعد الشكوك المتبادلة، وتعيد الجميع إلى حالة كنا ننتظرها، وهي التي يسودها السلام والاطمئنان، فإذا استقرت هذه المنطقة استقر العالم، و«العنتريات» والتلويح بالأسلحة ووسائل الدمار ما عادت تجدي نفعاً، وفعل خيراً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما غير لهجته، التي استعارها من مجرم حرب الإبادة الجماعية نتانياهو، فهذا ليس زمان السحق ومسح المدن، واستعراض القوة بالطائرات والصواريخ الخارقة، بل هو زمان التعايش السلمي بين الجيران وبين القوي والضعيف، وفي المقابل غيّرت إيران من أسلوبها في التعامل مع الآخرين، خاصة بعد أن تبين لها أن الهيمنة والامتداد الجغرافي ليس دليلاً على القوة، ولكنه الطريق إلى التشتت والضعف نتيجة الاستنزاف، وهدر الإمكانات وعدم السيطرة!
أمنياتنا أن تصل أمريكا وإيران إلى اتفاق ينهي مسألة البرنامج النووي، وأقول لكم، ينهيه ولا يجمده كما حدث أيام أوباما، ومن بعده الملفات الأخرى، والتي يبدو أن هناك من يريد أن يتجاهلها، ربما لتكون «أوراق لعب» ترفع وقت الحاجة، فالاستقرار والأمن لا يكتملان دون شمولية المفاوضات، والثقة لا تبنى على «التورية»، وإرضاء أمريكا للجانب الإسرائيلي فقط!
أمريكا تريد مصلحتها، وإسرائيل تريد مصلحتها، ودول الخليج مجتمعة تريد مصلحتها، فإذا زال التوتر، وهدأت النفوس، وصفت النوايا، ستصب منافع الاتفاق النووي وملحقاته في مصلحة الخليج والعالم.