«جهزوا الجلسة»

بضع ساعات وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها، ويبدأ أهل الشرق الأمريكي في التجمهر أمامها، وستتبعها المناطق الأخرى من هذه القارة الجالسة على قمة العالم، فهي الولايات المتحدة، فارق التوقيت عندها زائد أربع ساعات، ومع أوروبا هناك ناقص أربع ساعات، ومعنا نحن في الشرق الأدنى والأوسط نقترب من 8 ساعات في الشرق و12 ساعة في الغرب، ومع أقصى الشرق والجنوب لا أعرف تحديداً، ولكن قد تكون أمريكا متأخرة بيوم كامل!

هي سهرة، وما أطولها من سهرة! بدايتها بعد منتصف الليلة ونهايتها مع غروب شمس يوم غد بمقياس «غرينتش» في منطقتنا، وقد نجد أنفسنا من أولئك الذين يسهرون الليل ويصلونه بالنهار، عيوننا مفتوحة، وأذهاننا يقظة، لا نريد أن تفوتنا فائتة، فاليوم يوم النزال، يوم الربح والخسارة، لا لا.

بل يوم الفوز والخسارة، ويوم «تدليس» الأخبار، و«فبركة» أعداد المصوتين، من حملات المرشحين لهذه الانتخابات، لإثارة المؤيدين، وتحفيزهم، حتى يذهبوا إلى الصناديق ويدلوا بدلوهم، ووسائل الإعلام المنحازة ستصطاد في كل المياه العكرة.

فهي صاحبة مصلحة، وليست صاحبة مهنة، هي وضعت نفسها في صف الجمهوريين أو الديمقراطيين، وستفعل المستحيل حتى تؤثر في الرأي العام، وتستقطب من ما زالوا مترددين أو متخاذلين، ضاربة بالقواعد الأخلاقية عرض الحائط، رغم أنها قواعد كانت للصحافي والإعلامي ميزة يتفاخر بها!

ولن أتحدث كثيراً عن الاستطلاعات التي ستنزل علينا طوال اليوم كالسيل، فهذه الاستطلاعات بدأت دون قواعد و«منزوعة الأخلاق»، وستستمر على هذا المنوال ما دام الاندفاع خلف مرشح معين سيدر مالاً، ويحقق لها مكانة إذا صدقت في توقعاتها، أما الإرباك، ومحاولة التأثير على المصوتين، فهذه بالنسبة لها من أسس مهنة الاستطلاع!

الجلسة جاهزة، وكل متطلباتها ستكون حاضرة بعد العاشرة من مساء اليوم، و«فوكس» و«إيه بي سي» و«سكاي» الأجنبية، و«سي إن إن» و«بي بي سي» مبرمجة ضمن القنوات المفضلة، ومعها القنوات الإخبارية العربية، فاستعدوا لليلة مشوقة في أحضان هوليوود والتاريخ.