«ترامب 24» بمواصفات محدثة

ترامب القادم يختلف اختلافاً كلياً عن ترامب السابق، لن يكون فوضوياً كما كان، ولن يكون مأسوراً أمام مراكز القوى الانتخابية، ولن يبني مواقفه على الذين سبقوه، فهذا زمانه، وهذا تاريخه، وهو الذي سيشكل الأول، وهو من سيكتب الآخر، وسيحرص على أن تكون الصفحات المخصصة له معبرة عن إنجازاته، وأن تكون ناصعة البياض.

هذا ما نعتقده، فالرجل استطاع خلال معركته الانتخابية، ومنذ أن أعلن رسمياً ترشحه، أن يخوض حرباً شرسة مع المناوئين له، من تحرك منهم في العلن أو من اشتغل عليه بهدوء وتخطيط منظم في الخفاء، وفلت منهم ومن مؤامراتهم، والتي وصل بعضها إلى المستوى الأعلى، وهو الاغتيال رمياً بالرصاص، مرتين وليس مرة واحدة، وإن رجعنا بالذاكرة قليلاً، واسترجعنا تلك اللحظة التي انتفض فيها وانحنى، ليخرج بعد بضع ثوانٍ والدم يسيل على خده الأيمن، رافعاً قبضته، ومشدداً على الاستمرار في المواجهة، سنرى أمامنا رجلاً يقهر الظروف قبل أن تقهره، والناس كانوا بحاجة إلى رجل شجاع يدير الولايات المتحدة الأمريكية، بقوتها الاقتصادية والعسكرية، وبمكانتها التي لا ينازعها عليها أحد، وبدورها في صنع الاستقرار العالمي، فهي الدولة العظمى التي تعكس وضعها الداخلي على الجميع إذا كانت إدارتها قوية ومتماسكة وعادلة، وإذا كانت خاضعة لرئيس ضعيف ومهزوز ومتناقض في مواقفه تحولت إلى سبب من أسباب تدهور أوضاع العالم، كما حدث في عهد بايدن، وتكفيه حرب أوكرانيا وروسيا، وجرائم الإبادة الإنسانية في غزة ولبنان.

ترامب في الدورة الثانية والأخيرة سيكون رئيساً ربما لم نرَ مثله منذ 60 عاماً، وأقول لكم ربما لأننا مطالبون بالتحفظ في الاندفاع خلف الأقوال، فقد سمعنا الكثير من الرؤساء عندما كانوا مرشحين، ورأينا أفعالهم المخالفة لأقوالهم عندما فازوا وتربعوا على سدة الحكم، ومع ذلك سنبقى متفائلين بعودة ترامب، ترامب الجديد «موديل 24»، فهو بالتأكيد سيكون مختلفاً عن ترامب «موديل 16»، و«موديل 20»، ترامب الجديد سيكون بمواصفات متطورة ومحدثة.