لم يعترض نتانياهو على تصريحات وزرائه الثلاثة، ولن يعترض، فهم يتحدثون بلسانه، فهو رئيس الحكومة، وهو أول من رفع الخرائط التي تزيل الخطوط حول الضفة الغربية وغزة، وهو من يدير هذه الحرب العدوانية تمهيداً لقراره المنتظر!
والسؤال الذي يطرح نفسه هو «ما الذي سيختلف إذا بسطت إسرائيل سيادتها على كامل التراب الفلسطيني؟».
والإجابة تقول خلاف ما يتوقعه المتطرفون الإسرائيليون، وهم كما قلنا بالأمس، يستندون إلى ما يعتبرونه إنجازاً عظيماً في غزة ولبنان، وما هو كذلك، فالنصر في الحرب يكون بين الجيوش المتكافئة، وليس بين جيش وميليشيات هنا وهناك، والتفاخر لا يكون بعدد البيوت التي هدمت، والقرى التي أزيلت من على وجه الأرض، ولا يكون في قتل الأطفال وتشريد المدنيين، وتجويع مليوني إنسان، ومن تأخذه العزة بالإثم، ويتشدق بجرائمه يصبح منبوذاً، مكروهاً، من الذين حوله أولاً، ومن العالم ثانياً، ويعود كما كان قبل الاتفاقات التي وقعت معه قبل 30 عاماً أو يزيد قليلاً.
حسابات نتانياهو ستجلب الدمار على إسرائيل قبل أن تجلبها على المنطقة كلها، وانفلات الفكر الاستيطاني الذي يقوده سموتريتش وبن غفير وكاتس وساعر سيعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر، والاعتقاد بأن الفرصة أصبحت سانحة لضم القدس، وكامل الأراضي الفلسطينية، سيكون بداية النهاية لكل الأوهام التي تراود مخيلات هؤلاء الذين لم يقرأوا تاريخ المنطقة جيداً عندما هاجروا من بلدانهم إلى فلسطين!
إسرائيل دولة محتلة، غاصبة لأرض ليست أرضها، هكذا تقول القرارات الدولية الموثقة في الذاكرة البشرية، وهكذا تقول قرابة 150 دولة عضواً في الأمم المتحدة عندما أصدرت قرارها ضد الإبادة الجماعية بعد بدء مجزرة غزة، ولم يمسح كل ذلك استخدام الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو ضد قرارات مجلس الأمن الدولي، ولم يستطع جو بايدن أن يمنح الشرعية لجرائم إسرائيل، ولن تنال حكومة نتانياهو غير النفور والعداء، وسيزول الاحتلال وإن طال الزمان.