«هاكابي» وحدود إسرائيل

أتحفنا المرشح لمنصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى إسرائيل، بتصريح غريب وعجيب، في اليوم الأول لتسميته من قبل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ولو كنت مدرساً للتاريخ أو السياسة، لأعطيته أعلى درجات الرسوب مع مرتبة الجهل!

يقال إن هذا الشخص، واسمه «هاكابي»، كان حاكماً لإحدى الولايات ذات يوم، وكان ينافس ترامب في انتخابات الحزب الجمهوري لاختيار مرشحه للرئاسة في 2016، وأنه محب لإسرائيل وشعبها، وله مواقف مشهورة في دعم ومساندة حرب غزة، وكل هذا لا يهم، فهو عندما يمثل نفسه، حر في ما يحب ويكره، أما إذا كان ممثلاً لرئيس دولته، ومسؤولاً عن كل ما يقوله ويفعله، يفترض أن يحافظ على مبادئ الدبلوماسية، ومتطلبات السياسة العامة، ولا يخلط مشاعره الخاصة بصفته الرسمية، وهو الذي لم يتسلم منصبه بعد!

وكم تمنيت لو كان لدي عنوان هاكابي هذا، أو بريده الإلكتروني، حتى لا يغضب علينا إيلون ماسك، لأوجه إليه سؤالاً حول تصريحه، بل حول جملة واحدة في تصريحه، وله كل الحق في استخدام «غوغل»، والاستعانة بالموسوعة البريطانية الشهيرة، وأرشيف الأمم المتحدة، والذهاب إلى مكتبة الكونغرس، والاطلاع على المخطوطات القديمة، والبحوث والدراسات الحديثة، وأيضاً الاستعانة بأصدقائه في تل أبيب، بحثاً عن الوثائق، وبعدها يقدم الإجابة الصحيحة، وسنكون له من الشاكرين، لأنه سيحل معضلة عمرها يقارب 80 عاماً.

والسؤال مرتبط بما قاله عندما سئل عن الدولة الفلسطينية أو حل الدولتين، لإنهاء النزاع، والتوصل إلى سلام دائم، حيث قال «إن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون خارج حدود إسرائيل»، ونحن لا نريد من «هاكابي» أكثر من ورقة واحدة مرسومة عليها حدود إسرائيل، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، ولن ينجح في ذلك، مهما فعل، ومهما بذل من جهد، ومهما أشرك معه من الأجهزة المختصة وغير المختصة، لن ينجح، فإسرائيل الدولة الوحيدة في العالم، التي لم ترسم حدودها، ولن ترسمها!

فهل يعرف سفير الحدود لماذا؟!